بسم الله الرحمن الرحيم
أبنائي أعزائي الطالبات والطلاب،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
يسعدني أن أحييكم جميعا بأجمل التحيات وأصدق الأمنيات وأرق المشاعر، ونحن نبدأ فصلنا الدراسي الثاني بعزيمة قوية وإرادة متجددة؛ سائلين الله توفيقنا في خدمتكم والقيام بواجباتكم، مباركين لكل من نجح وتفوق، ونقول لمن لم يحالفه الحظ ، أن الفرصة ما زالت أمامك ونحن معك إلى إن تصل إلى أهدافك وتطلعاتك بإذن الله سبحانه وتعالى.
إن رسالة التعليم رسالة مقدسة لأنها وسيلة الأنبياء والمرسلين والمربين والمصلحين في إقامة البناء الروحي للمجتمع فقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الحكيم (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَ أُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ ). وهذه خصوصية عظيمة للعلماء في هذا المقام .
ويقول الكتاب المقدس، "وكلم الرب موسى قائلا : انظر . قد دعوت بصلئيل بن أوري بن حور من سبط يهوذا باسمه، وملأته من روح الله بالحكمة والفهم والمعرفة وكل صنعة … وفي قلب كل حكيم القلب جعلت حكمة ليصنعوا كل ما أمرتك "
إن جامعتكم، هي المؤسسة الأولى في المجتمع المعنية بتشكيل عقولكم وإنضاجها وإكسابها المعارف والمهارات والكفايات العلمية والفكرية، وهي صاقلة المواهب ومفجرة الطاقات ، التي تغنينا بما لديها من نور العلم والمعرفة وتشحذ العقول بالقوة الخلاقة.
بناتي وأبنائي،
لان شأنكم عندنا ليس بالقليل ، فهو شاغلنا الذي نفكر فيه ، ولان مستقبلكم في نظرنا ليس بالرّخيص فإننا على الدوام ساهرين عليه، فقد حاولنا طيلة الفترات السابقة أن نمدكم بكل ما هو جديد ومفيد وأن نهيئ لكم الفرص للتعلم والتدريب واكتساب المهارات، وأن تنهض الجامعة بمسؤوليتها تجاهكم وأن توفر لكم الراحة والبيئة الجامعية المحفزة للإبداع والتميز.
فرسالة كل أسرة الجامعة الإدارية والأكاديمية هي دعمكم ومساندتكم لإبراز أفضل وأجمل ما فيكم، والعمل معكم جنبا إلى جنب، فمشاركتكم شرط أساسي لاستكشاف الفرص التي نوفرها والاستفادة القصوى منها، لنصل وإياكم إلى السبب الرئيسي لوجودكم في رحاب جامعتنا المقدسة: ألا وهو النجاح والتميز في دراستكم، وصقل وتحفيز شخصياتكم.
وإنني ومن منطلق إيماني المطلق أن إحدى أهم المشكلات البنيوية التي من شأنها إضعاف أي مجتمع ، هو اتساع الهوة بين أفراد المجتمع الواحد ، وهنا أتحدث عن مجتمع جامعة القدس، فأنني وزملائي ماضون في وضع خطط أكاديمية وإدارية وتنموية تقوم على مبدأ التفاعل بين جميع القطاعات إداريين وأكاديميين ومجتمع محلي وقبل كل شيء الطلبة، هذا التفاعل الذي يتجسد في أوجه عديدة كالتعاون والتحاور والتكافل والتعاضد والتكامل في البناء، أنجزنا جزءا منها، وماضون بكل الهمة والإيمان لإنجاز ما تبقى لنا فيها، وقد يبدو هذا العمل أجدر في مرحلة متقدمة وليس الآن، لكنني مؤمن بأنه ضرورة وأولوية نعيرها كل الاهتمام والمتابعة، محتاجون للوصول إليها كل الوقت والجهد، لأنني أتحدث عن لغة عصرية، وطموحات مغايرة ، بل وأولويات وأجندات واهتمامات قد تكون متناقضة مع الشكل العام لكل المفاهيم التقليدية التي تسود مجتمعاتنا التعليمية منذ عقود بلا تغيير ولا مواكبة للعصر والجيل.
بناتي وأبنائي المبدعين،
أدعوكم إلى الحرص على آداب وأخلاقيات طالب العلم داخل وخارج جامعتنا الحبيبة، وأن تكونوا صورة مضيئة ومشرفة لجامعتكم ، ملتزمين بمدونة السلوك الجامعي التي أقرتها الأطر الطلابية ومجلس اتحاد الطلبة مع إدارة الجامعة، التي تنظم العلاقات بين المجتمع الجامعي الواحد، ما عليكم من واجبات وما لكم من حقوق، واننا في إدارة الجامعة، سنبقى ونستمر في تطبيق كافة بنودها ، مسترشدين بها حتى نتوج جهودنا جميعا في تخريج طلبة يكونون خير سفراء داخل الجامعة وخارجها ، فانتم السند والمرآة المشرقة لرسالة جامعتكم المقدسة (بيتكم الثاني) نحو المستقبل والإبداع التي لا يتحقق نجاحها إلا بكم ولكم.
مرة أخرى أرحب بكم، وأوصيكم بأن تكونوا كما عرفناكم وأردناكم دعاة العلم وفرسانا للتغيير، وأن تكونوا في المقام الذي تستحقون، وبناة لهذا الوطن.
حفظكم الله ورعاكم
أ.د عماد أبو كشك
رئيس الجامعة
28 كانون الثاني 2017
القدس الشريف