القدس | ناقش أعضاء الصالون الأدبي من مكتبة جامعة القدس كتاب الهويات القاتلة للمثقف والروائي الكاتب اللبناني أمين معلوف، حيث قدمت أ. سهى البطمة نبذة عن المؤلف وملخصاً عن الكتاب.
وناقش أعضاء الصالون الأدبي من أساتذة وموظفين وطلبة الجامعة بمختلف التخصصات فحوى الكتاب، مبتدئين بعنوان الكتاب الذي يدل على مضمونه بأن اختلاف الهويات والانتماءات يثير النزاعات الداخلية لتصبح محل صراع بين البشر، فالبعض ينتمي إلى أمته أو قومه والبعض ينتمي إلى الدين والبعض ينتمي إلى اللغة، وأن تراتيب هذا الانتماء يتغير ليس ثابتا مع الوقت والتغيرات الحاصلة بالمجتمعات، وأنه في بعض الأحيان تكون اختلاف الهويات تصل إلى الأشخاص أن يكونوا حلقات وصل واصلاح بالمجتمع ، وأحياناً يتحولوا إلى اشخاص مجرمين يضروا بالمجتمع إذا لم يستطيعوا الاضطلاع على تنوعهم الخاص بالانتماءات والهوية.
وناقش الحضور فكرة معلوف في تأثير الأديان على الشعوب وتاريخها، وتأثير الشعوب وتاريخها على الأديان، وأن الموضوع لا يكمن في العقائد التي لا تتغير على مر العصور وإنما في ممارسات أصحاب العقائد القابلة للتغير تبعا لتغير الظروف، وأن رفض أو تقبل الحداثة عندما تأتي من الآخر هي سمة عامة يشترك بها جميع الشعوب.
أما فكرة زمن القبائل الكونية التي يطرح فيها الأديب والكاتب أمين معلوف، ناقش الحضور تصاعد فكرة الهوية الدينية لدى الشعوب وبالأخص بعد انهيار الشيوعية والخيبات التي وصل اليها العالم العربي ويخص بالذكر أولئك الذين هاجروا أو أرادوا تغيير النظام القائم أو اؤلئك الذين يثورون على الفساد والفروقات الاجتماعية ولم ينتموا إلى طبقات المحظوظين، بالاضافة للعولمة وثورة المعلومات التي ولدت القلق والشعور بالضعف ازاء المجتمعات الغربية، مما يجعل من الشخص العربي في حاجة لابراز هويته الدينية كجانب روحاني يستمد القوة منه، على الرغم أن الحضور في جلسة النقاش – أضافوا من الممكن أن يتعامل العالم العربي مع ثورة التكنولوجيا والاتصالات بشيء من نشر الفكر والوعي والعلم إذا أرادوا القوة- لا أن يتخلفوا ويشعروا بالضعف.
كما وناقشوا فكرة "ترويض الفهد" وهو ترويض وحش الهوية من أجل عيش أفضل، كي لا يتحول العالم إلى غابة ولكي لا يشهد الجيل القادم المجازر والترحيل والتطهير الذي يأتي من وحش الهوية القاتلة.
