نشرت مجلة Nature العالمية للعلوم مقالة -Correspondence، شاركت فيها باحثات من جامعة القدس بعنوان “Female scientists in Occupied Palestinian Territories call for global support”، نادت بمساندة الباحثات الفلسطينيات وسط المعيقات اليومية للعمل في مجال البحث العلمي والضغوطات المستمرة التي يتعرضن لها تحت الاحتلال.
وأعدت المقالة الباحثة رنا دجاني، عميد البحث العلمي في الجامعة د. إلهام الخطيب، رئيس دائرة الهندسة المعمارية د. يارا السيفي، الأستاذة في كلية الهندسة د. مها السمان، روزي دوت، فرح قيصر.
الباحثات خاطبن المجتمع البحثي عبر أهم منصاته
وقالت د. إلهام الخطيب “إن أهمية هذا المقال تأتي في أنه خرج إلى النور من خلال منصة ذات تأثير عالٍ جدًا في المجتمع العلمي، فمجلة نيتشر من أهم المجلات العالمية وأعلاها تأثيرًا في المجال البحثي، وقد اعتمد بشكل رئيسي على ما أصدرته المجلة قبل أعوام عن وضع البحث العلمي في فلسطين وجامعة القدس خاصة، فيما ركزت المجلة في مقال آخر على باحثات جامعة القدس على وجه التحديد”.
“اليوم نحن قدمنا دعوة للتعاون البحثي ومساندة الباحثات في مناطق النزاعات السياسية عمومًا، وفي فلسطين خاصة، حيث ناقشنا المعيقات والتحديات التي تواجهها الباحثة الفلسطينية في حياتها اليومية ومسيرتها البحثية في الأراضي الفلسطينية المحتلة”، تؤكد.
رغم المعيقات: 44% من المنشورات البحثية في جامعة القدس ساهمت فيها باحثات
وحول الإسهام العلمي للباحثات في جامعة القدس أشارت د. الخطيب” خلال العام الأكاديمي 2020-2021، ساهمت الباحثات في 72 منشورًا ضمن 164 منشور بحثي، أي ما نسبته 44% من نسبة النشر العامة في الجامعة، حيث مثلت الباحثات الباحث الرئيس في 51% من الأبحاث التي ساهمن فيها، فيما نُشر 37.5% منها في الربع الأول والثاني “Q1, Q2″، بين الأبحاث الأعلى تصنيفًا وفقًا للمعايير العلمية”.
المقال كدعوة للمساندة البحثية ومساهمة في رفع صوت باحثات فلسطين
ونوهت د. يارا السيفي، التي اعتادت أن تعد أبحاثًا عن التخطيط والعمارة في مدينة القدس، إلى أن هذه التجربة كانت جميلة وهامة لهن كسيدات فلسطينيات في المهجر وفلسطين، قررن أن يكتبن نداءً لدعم النساء اللواتي تعملن في البحث العلمي في العلوم تحت الاحتلال، إذ تحدثت كل باحثة منهن عن الطريقة التي يتأثر بها عملها وواقعها، على اختلاف تجربتها وخبراتها.
“جمعنا إفاداتنا في هذه المقالة وأعددناها، وتبنتها مجلة نيتشر التي تعد مجلة عريقة وهامة وذات تصنيف متقدم، لنتمكن اليوم من إيصال صوتنا عبر منصة علمية رائدة للباحثين حول العالم”، تقول د. السيفي.
بدورها، تحدثت د. مها السمان عن أهمية هذه التجربة بالقول “بالنسبة لنا كباحثات فلسطينيات فهي تكمن في إعلاء صوت الباحثة الأكاديمية الفلسطينية في المجتمع الأكاديمي الأوسع، وكباحثات من تخصصات مختلفة من جامعة القدس وجامعات أخرى جمعتنا أهمية الموضوع وإيماننا أننا لنا دور في إيصال صوت الباحثة الفلسطينية، وما تعانيه من عوائق مفروضة بسبب الاحتلال، حيث تحدث المقال عما تواجهه الباحثات في مناطق الصراعات السياسية، كما وحث المجتمع الأكاديمي على الدعم والتعاون البحثي مع الباحثات الفلسطينيات خاصة”.
واستطردت “إن التعاون مع باحثات من جامعة القدس وجامعات أخرى كان له وقع إيجابي، وهو تجربة فريدة في مشاركة المعلومات وتبادل الآراء، أتمنى أن نكون قد ساهمنا ولو بالقليل لرفع صوت الباحثة الفلسطينية”.
يذكر أن جامعة القدس تسعى لإثراء حقل البحث العلمي ودعم باحثاتها وباحثيها في سبيل خلق بيئة بحثية متفوقة في الجامعة والمجتمع عامة، كما وتشجع المبادرات الريادية لطلبتها، وقد أسست النوادي البحثية في كلياتها، إلى جانب المسابقات والمؤتمرات والفرص البحثية والإبداعية المتنوعة التي تعنى بالبحث العلمي والإنتاج والابتكار.