نظمت كلية الآداب في جامعة القدس ندوة بعنوان: “الجرائم الإلكترونية ذات الطابع الجنسي”، بالتعاون مع كلية الآداب في جامعة فلسطين الأهلية، وبحضور أساتذة الجامعة وطلبتها.
وأكد عميد الآداب في جامعة القدس د. صلاح الهودلية على أهمية الندوة كونها تطرح موضوع هام يمس جميع المجتمعات خاصة مع التطور التكنولوجي الذي قد يسيء البعض استخدامه، مبينًا دور الأكاديميين بمحاربة هذه الآفات من خلال أبحاثهم ودراساتهم وايجاد الحلول المناسبة للحد من هذه الظواهر المسيئة لأفراد المجتمع.
وعرض أستاذ علم الاجتماع د. محمد عكة من جامعة فلسطين الأهلية بحثه بعنوان “العوامل الاجتماعية والنفسية لدى مرتكبي الجرائم الإلكترونية ذات الطابع الجنسي من وجهة نظر المختصين لدى الأجهزة الأمنية في جنوب الضفة الغربية”.
وبين أن من أهم نتائج الدراسة غياب الرقابة على الأبناء، والشعور بعدم الرقابة من قبل مرتكبي الجرائم، وقلة فرص العمل، والإدمان الالكتروني، وضعف الوازع الاخلاقي والديني وغيرها من العوامل تجعل المجرم يقوم بأعمال منافية للأخلاق الاجتماعية.
وأشار إلى أن العقوبة المطبقة في المحاكم غير رادعة لكل من تسول له نفسه ارتكاب مثل هذه الجرائم، وخاصة في ظل غياب المحاكم المختصة بالجرائم الإلكترونية، وأن الرادع الاجتماعي له تأثير ودور كبير في الحد من الجريمة الإلكترونية ذات الطابع الجنسي.
وقدم د. عصام الأطرش قسم علم الجريمة والقانون من جامعة فلسطين الأهلية مقارنة بين الجنس الحقيقي والجنس الإلكتروني ومخاطرة كيفية معاقبة القانون عليه، مؤكدًا على تبعات هذه الجرائم على المرتكبين والضحايا وأهاليهم ونظرة المجتمع لهم.
وشدد د. الأطرش على دور الأهل في مراقبة أبنائهم ومتابعتهم وارشادهم، موجهًا دعوة لوسائل الإعلام والمؤسسات التعليمية لتقديم التوعية للشباب من كلا الجنسين.
وقدمت الأستاذة نورهان عابدين نبذة عن رسالتها الماجستير التي أعدتها بإشراف د. وفاء الخطيب من كلية الآداب، متحدثةً فيها عن الذكاء العاطفي مبينة أهم التوصيات التي توصلت لها والتي تتمثل في رفع مستوى الذكاء العاطفي للضحايا والأفراد في المجتمع من خلال الدورات وورش العمل في مجال الصحة النفسية، ورفع مستوى الرقابة الذاتية والمجتمعية على الأبناء، ورفع مستوى الثقة بالنيابة العامة والشرطة الفلسطينية، والعديد من التوصيات الهامة.
وأكدت أن مستوى الذكاء العاطفي لدى الجاني يؤثر على زيادة ممارسة الجرائم الإلكترونية، كما وأن أهم الوسائل المستخدمة للإيقاع بالضحية هي العلاقات العاطفية، وأن أهم الاسباب التي تؤدي إلى جرائم الابتزاز الإلكتروني هي الاختلاط بأصدقاء السوء والجهل الاجتماعي وقلة الوعي.
وقدمت د. مريم جبارين مسؤولة وحدة التمكين الطلابي في عمادة شؤون الطلبة في جامعة القدس نبذة عن الوحدة وعملها منذ تأسيسها والتي تتمثل في ارشاد الطلبة تربويًا ونفسيًا واجتماعيًا من خلال توعيتهم وعقد ورشات العمل الخاصة، ودعت الطلبة إلى التوجه للوحدة دون تردد لمساعدتهم.
ويشار إلى عقد جامعة القدس العديد من المحاضرات والندوات القيمة، من منطلق دعم الطلبة وتوعيتهم من مخاطر التكنولوجيا في حال إساءة استخدامها، وتقديم المشورة لهم من خلال أقسام الجامعة التي خصصتها لذلك مثل وحدة التمكين الطلابي في شؤون الطلبة.