القدس| أصدر مركز دراسات القدس النشرة الأولى بعنوان "يا قدس!" والتي تهدف الى التعريف بالمدينة المقدسة وإلى تشكيل مساحة للنقاش الأكاديمي وتبادل المعلومات حول القدس بين الفلسطينين القاطنين في الوطن أو من هم في الخارج، بالإضافة إلى الأجانب المهتمين بمدينة القدس. ويحتوي العدد الأول من "يا قدس!" على دراسات حول القدس التاريخية والأثرية والثقافية، وكذلك ذكريات وخواطر مرتبطة بالمدينة ومعالمها، بالإضافة إلى مقالات باللغة الإنكليزية.
ويقول أ.د. شكري العبد، مديرمركز دراسات القدس وعضو هيئة تحرير "يا قدس!": "تتخلل النشرة تعريفا بمركز دراسات القدس الذي يقع داخل أسوار القدس في مبنى مملوكي من القرن الرابع عشر وفيه حماما العين والشفاء، فهو واحد من المراكز التابعة لجامعة القدس والذي أُقيم عام 1998 على يد أ.د. سري نسيبة، رئيس جامعة القدس في حينه، والسيدة هدى الامام من أجل دفع عجلة المعرفة حول المزايا المتعددة للمدينة من النواحي التاريخية والعمرانية والسكانية والتربوية وحول التكوين الديني والظروف الإجتماعية والإقتصادية والجغرافية والسياسية المحيطة بها. ويضم المركز العديد من النشاطات الأكاديمية كبرنامج الماجستير في الدراسات المقدسية، وبرنامج اللغة العربية لغير الناطقنين بها، وبرنامج الجولات وبرامج النشاطات الثقافية. وقد تم مؤخراً تأسيس برنامج القدس للأبحاث، وكذلك تم إحياء فكرة المحاضرات الأكاديمية الشهرية."
ومن جهتها قالت د. مها السمان من مركز دراسات القدس وعضو هيئة تحرير "يا قدس!": "تتضمن النشرة مقالات قصيرة بالعربية وبالإنكليزية كتبها أكادمييون وباحثون وطالبة وآخرون مهتمون بالمدينة وبالمجتمع المقدسي. ولم يتم التركيز على مواضيع محددة، إذ تُرِك المجال للمشاركين في النشرة لإختيار المواضيع التي تهمهم طالما أنها تتعلق بمدينة القدس." وأضافت: "نأمل أن تصبح "يا قدس!" ملتقى الأصوات العديدة المتواجدة في القدس وخارجها حول القضايا الهامة المرتبطة بهذه المدينة وبالقضية الفلسطينية."
خصصت نشرة "يا قدس!" كلمة لرئيس جامعة القدس، أ.د. عماد أبو كشك، تعرَّض فيها الى مكانة القدس حيث قال: "مدينة القدس هي في قلب ووجدان جامعة القدس، جامعة العاصمة والمدينة المقدسة، التي نستمد أسمنا وهويتنا منها، ونحن دائما فخورون بالحفاظ على وجودنا فيها وخاصة في البلدة القديمة." وأضاف د. أبو كشك: "جامعة القدس هي أنشط وأكبر مؤسسة فلسطينية في المدينة المقدسة وتعمل على خدمة السكان الفلسطينيين"، وسلّط الضوء على بعض المرافق والنشاطات في المدينة ووضح أن رؤية الجامعة للاعوام القادمة تنبثق من ضرورة تقوية وتعزيز الوجود من أجل خدمة الجمهور الفلسطيني بشكل أفضل وتوسيع البرامج الأكاديمية والمنهجية من أجل تطوير مواقع الموروث الثقافي والتاريخي في البلدة القديمة، كما أشاد بإصدار هذه النشرة فقال: "نود أن نفتح نافذة على القدس من منظور الأكاديميين العاملين في جامعة القدس والقاطنين في المدينة. فمن المناسب أن يكون لدى جامعة العاصمة كل هذه المواد المهمة للنشر."
وحملت النشرة عدة مواضيع منها مقال عن بركة حمام البطرك/ البلدة القديمة – القدس، وهي دراسة أثرية للدكتور هاني نور الدين وأ.غسان نجاجرة، قاما بها من خلال جامعة القدس وبالتعاون مع مؤسسة "بكدار" ومكتب دور الهندسي، تم فيها الكشف عن بعض المؤشرات التي تفيد في تاريخ وطرق إستعمال البركة، بالإضافة لشرح وافٍ عن مكونات البركة الأساسية من أرضية وجدران ودرج والحوض أو مجمع المياه الموجود في الزاوية الجنوبية الغربية للبركة.
أما موضوع سجون القدس في القرن السادس عشر والذي كتبه د. خضر سلامة، فجاء ليحكي عن قصص في سجون مختلفة في مدينة القدس وأشهرها سجن القلعة الذي كان موجوداً في قلعة باب الخليل وسجن البيمارستان وسجن الأشراف وسجن السياسة.
جاء مقال الدكتور يوسف النتشة عن الزخارف الجصية في العمارة الإسلامية وعن صناعة الشبابيك الجصية في عمارة المسجد الأقصى المبارك ليوضح أهمية الجص وأنواعه وإستخدامه في عمل التشكيلات المعمارية والزخرفية في العمارة الإسلامية منذ العهد الأموي وحتى يومنا هذا في فلسطين. وبالأخص في القدس وحاليا في ورشة إعمار المسجد الأقصى المبارك، حيث وضح ما تحتاجه هذه الصناعة من مراحل لصناعة الشبابيك الجصية.
من الذكريات والخواطر مقال للسيد جاك برسكيان يحمل اسم "يوم دعيت للتحقيق في متحف الاثارالفلسطيني- روكفلر" تحدث فيه عن حادثة استدعائه للتحقيق من قبل سلطة الآثار الإسرائيلية وكيف جعلته يستذكر ذكريات الماضي مع نفس المبنى الذي تم فيه التحقيق وهو متحف روكفلر وجاءت مقالته بلغة سلسة ومشوقة بيّن فيها تاريخ هذا المبنى وما له من أثر على مدينة القدس.
الكاتبة نسب أديب حسين، وهي طالبة في برنامج الماجستير للدراسات المقدسية، كتبت مقالاً بعنوان "قليل ٌ من النور.. كثير من الوجع، من يومياتي مع المدينة." وصفت فيه يوماً قضته في مدينة القدس في البلدة القديمة وما أثارت هذه المدينة في نفسها من تمعن وتفكر في بناياتها وأهلها في ظل الإحتلال.
المقالات الإنكليزية جاءت مكملة للعربية، استُهلّت بمقال بقلم بترا كلوزا- المدير السابقة لدائرة الموسيقى في حرم الجامعة في القدس، وتحدثت فيه عن هذه الدائرة وأهم المشاريع والنشاطات فيها. المقال الثاني للدكتور عرفان خواجا- أستاذ الفلسفة من جامعة فليشيان في الولايات المتحدة تحدث فيه عن تعريف مدينة القدس والغموض في مفهوم القدس الكبرى وكيفية تداول وسائل الإعلام الغربية لها. أما المقال الثالث للدكتورة مها السمان من مركز دراسات القدس فتحدثت فيه عن مفهوم الحيز في مدينة القدس وكيفية تعامل الإحتلال في تخطيطه وعن حاجة المدينة لتطبيق مفهوم العدالة الحيزية.
والجدير ذكره بأن النشرة عرضت تفصيلا عن برامج مركز دراسات القدس، حيث تطرقت للحديث بإسهاب عن برنامج الماجستير في الدراسات المقدسية وهو برنامج ُ يتبنى توجة متعدد التخصصات ويَدَّرس بمسارين باللغة العربية والإنجليزية. ويمكّن هذا البرنامج الطلاب من زيادة معرفتهم بالتطورات الرئيسية التي حدثت في تاريخ القدس ومجتمعها وأحوالها السياسية والحضرية. ويركز أيضا على الوضع الحالي والمشاكل التي تواجه القدس تحت الإحتلال الإسرائيلي. ويستفيد من هذا البرنامج حملة الدرجة الجامعية الاولى في كافة التخصصات والباحثين والمهتمين بموضوع القدس من الداخل والخارج.
ويسعى برنامج القدس للابحاث إلى تعزيز المعرفة وتشجيع البحث العلمي للطلبة والباحثين وأعضاء هيئة التدريس من خلال منهج متعدد التخصصات وتشجيع إشراك جيل الشباب للبحث في القضايا المتعلقة بالمدينة ومجتمعها. كما ويسعى هذا البرنامج لتوفير بيئة تعليمية حيوية وتحفيز الابداع وتبادل الافكار وحرية التعبير والابتكار والانفتاح على الأفكار الجديدة. وهو يكمل البرامج القائمة في مركز دراسات القدس من خلال زيادة الانتاج الفكري وتعزيز الاهتمام بالمدينة ومجتمعها على نطاق واسع ليصبح عنوانا ومركزا للأبحاث الاكاديمية التي تركز على فلسطين بشكل عام والقدس بشكل خاص.
تم تأسيس برنامج ”تعلم اللغة العربية“ عام 2000 كجزء من برامج مركز دراسات القدس ضمن المجهود للتعريف باللغة والثقافة العربية ونقلها الى غير الناطقين بها. ويعمل ضمن هذا البرنامج بالإضافة للمدير منسقة وعشرة معلمين ومعلمات. ويوفر البرنامج دروسا باللغة العربية الفصحى وبالعامية وعلى جميع المستويات، في القدس ورام الله ويتضمن البرنامج دورات صباحية ومسائية بالإضافة الى دروس خصوصية على مدار السنة.
يتضمن برنامج الجولات الميدانية التعريف بمعالم القدس التاريخية والسياسية والحضرية، بالاضافة لجولات الى مدن أخرى كحيفا و عكا ونابلس والخليل وغيرها، لرؤية جمال فلسطين وطبيعتها الخلابة وثقافتها. أما مشروع جولات المدارس- ”يا مكان يا قدس": فهو عبارة عن جولات ميدانية لطلبة المدارس يهدف إلى تعريف الطالب على بعض المعالم الدينية والتاريخية والأثرية والثقافية في القدس وإطلاعهم على تركيبة مدينة القدس من الناحية الاجتماعية، للتأكيد على هوية القدس العربية وتعزيز الإنتماء لدى الطلبة للمدينة المقدسة. ويتمكن الطلاب من خلال مشاركتهم في هذا البرنامج من التعرف على تاريخ القدس والحضارات التي مرت وتعاقبت عليها بطريقة عملية وعلمية غير تقليدية تتسم بالتشويق والمشاركة الفعالة. تم تمويل هذا المشروع من مؤسسة التعاون. وبرنامج "يا ما كان يا قدس“ هو تجربة فريدة وخصوصا بالنسبة لطلاب الضفة ، حيث تتوفر لهم الفرصة من خلال هذا البرنامج لزيارة القدس قبل بلوغهم سن السادسة عشرة، حيث لا يسمح لهم الاحتلال بعد ذلك من دخول المدينة إلّا بصعوبة كبيرة وبعد التقدم بطلبات إستصدار تصاريح خاصة.
نحن في مركز دراسات القدس نأمل أن تتميز هذه النشرة الأكاديمية الثقافية بالموضوعات القيمة والمثيرة لاهتمام وشغف القراء، وأن تزهو بالإستمرارية. كما وندعو مجتمع الجامعة بالمشاركة من خلال كتابة مقالات أو تعليقات للنشرة القادمة من "يا قدس!" بحيث لا تزيد المقالة عن 1200 كلمة حول موضوع يتعلق بمدينة القدس، وأن يتم تسليمها إلى هيئة التحرير قبل 20 أيار 2016.
لقراءة المقالات العربية، الرجاء الضغط على الرابط:
To read the English articles, please click on the link: