القدس – عقدت كل من جامعة القدس ومؤسسة الأفق للتنمية الشبابية ومؤسسة وافا للتنمية وبناء القدرات ورشة عمل جاءت تحت عنوان " مواءمة المخرج الاكاديمي للجامعات الفلسطينية مع متطلبات سوق العمل" في جامعة القدس .
و افتتح الجلسة الاولى لورشة العمل الاستاذ الدكتور عماد ابو كشك رئيس جامعة القدس بمداخلة تضمنت الترحيب بالحضور وبالاشادة بالاختيار الموفق لهذا المؤتمر الذي يأتي في ظل حاجة وطنية فلسطينية بحتة وملحة في ظل اعداد الخريجين المتعطلين عن العمل والتي اصبحت نسبها عالية داخل المجتمع الفلسطيني مع ازدياد اعداد الخريجين من الجامعات .
واشاد أبو كشك بالمؤسسات القائمة على هذه الورشة والتي تسعى لايجاد بعض الحلول الخلاقة والمناسبة لهذه المشكلات التي يعاني منها الخريجون، واكد على ان جامعة القدس ستقف الى جانب هذه المبادرات وأنها ستمضي الى جانب المؤسسات ذات العلاقة من اجل تحقيق الاهداف المرجوة .
وتطرق الاستاذ الدكتور ابو كشك الى التجربة الالمانية كمثال يمكن البناء عليه والاستفادة من تجارب الاخرين، مشدا بالعلاقة التي تربط البنك الاسلامي للتنمية ومؤسسة الافق للتنمية الشبابية، حيث نقل للحضور اجتماعه الاخير برئيس البنك الاسلامي للتنمية الاستاذ منصور بن فتى والذي جاء فيه الاشادة من قبل رئيس البنك بالتجربة العملية مع مؤسسة الافق للتنمية الشبابية ودروها الفاعل من خلال البرامج والمشاريع التي تم تنفيذها في السابق ، كما وأكد مدير البنك الاسلامي للتنمية على تبنيه فكرة المشروع وتمويله وعلى الاستمرار في العمل المشترك ، وبدوره قام أ. د عماد ابو كشك بالثناء على جهود البنك الاسلامي في تمويل العملية التعليمية والتي لها الاثر البالغ دائماً .
ومن ثم تحدث الاستاذ محيسن العطاونة مدير مؤسسة وافا للتنمية وبناء القدرات عن اهمية ايجاد طواقم وكوادر عمل بشرية مؤهلة ومدربة تساعد في تحقيق التنمية المستدامة والتي يطلع لها الجميع ، كما وتطرق بالحديث الى انسجام فكرة المشروع مع اهداف المؤسسة ومن هنا جاءت مشاركة مؤسسة وافا للتنمية وبناء القدرات في هذا المؤتمر ، كما واكد انه يجب التركيز على موضوع رسم السياسات والخطط من قبل المؤسسات الشريكة .
وقدم الدكتور محمد فرارجة المدير التنفيذي لمؤسسة الافق للتنمية الشبابية الشكر لجامعة القدس ولرئيسها الاستاذ الدكتور عماد ابو كشك على هذا التفاعل الجاد والحقيقي للوصول الى مخرجات عملية على ارض الواقع تخدم فئة الخريجين وتقلل من نسب البطالة المرتفعة ، كما وثمن حضور المشاركين في ورشة العمل داعيا الى ان تكون التوصيات هادفة الى تحقيق الهدف الرئيسي من هذا المؤتمر، مؤكدا على ان جامعة القدس لها دور محوري ورئيسي في احداث تغيير حقيقي متعلق بهذا الامر .
وتحدث الدكتور معتصم الناصر عميد كلية الآداب في جامعة القدس حول اهمية هذه الورشة التي تأتي في ظل تزايد اعداد البطالة في صفوف الخريجين، مشيرا الى ضرورة ان يمتلك الخريج مجموعة من القدرات التي تؤهله للدخول في سوق العمل .
وقدم الدكتور اشرف ابو الخيران ورقة عمل ، حيث قام بعرضها على الحضور وكانت تحتوي على تحليل واقع الجامعات والمعاهد الفلسطينية وركزت على طبيعة المناهج التعليمية والمهارات التي يجب ان يكتسبها الطالب والتدريب الميداني وتأهيل مدربين ومدرسين مختصين بهذا الشأن .
و أكد الدكتور أبو الخيران على ضرورة تماسك العلاقة بين سوق العمل ومخرجات الجامعات وان العلاقة فيما بينهم هي علاقة تكاملية ، وتحدث ايضا عن برنامج الدراسات الثنائية المنفذ من قبل جامعة القدس والذي يوفر للطلبة " تعليم وعمل " .
وقدم الدكتور رشيد الجيوسي ورقة عمل حول السوق المحلي ومتطلباته وحجم استيعاب هذا السوق من الخريجين، وتضمنت ورقة العمل اعداد البطالة في صفوف الخريجين حيث جاء فيها انها بمعدل 30% وان نسبة 75% من هؤلاء هم من خريجي الجامعات والمعاهد الفلسطينية ، واشار الى ان هذه النسبة عالية جداً ، كما وتضمنت ورقة العمل رؤيا للمهارات التي لا بد وان يمتلكها الخريج قبل دخوله في سوق العمل تؤهله ليكون قادراً على العمل والدخول في السوق ، كما وتضمنت الاشارة الى اهمية وجود مشاريع صغيرة يقوم بها هؤلاء الخريجين تساعد في تخفيف اعداد البطالة وهذه المشروعات بحاجة الى ان يتدرب الخريج عليها من خلال مجموعة مهارات لا بد وان يكتسبها .
وقام الدكتور عامر كنعان باستعراض ورقة عمل قدمها حول المهارات التي لا بد ان يكتسبها الطالب وان يمتلكها الخريج لتكون مساعدة له للدخول في سوق العمل ، واشار الى الفجوة الموجودة بين ما يتلقاه الطالب خلال فترة دراسته وما تحتاجه الشركات والمؤسسات وغيرها خاصة في مجال المهارات التي تشترط ان يكون مكتسبها ذلك الخريج ولا تكتفي تلك الشركات بالشهادة فقط ، وتحدث ايضاً خلال الشرح الذي قام به الدكتور كنعان عن الفرق بين التدريب والمعرفة وان التدريب اشمل من المعرفة، وإننا في المجتمع الفلسطيني بحاجة الى التدريب لأجل المواءمة بين المخرج الاكاديمي للجامعات الفلسطينية مع متطلبات سوق العمل .
تحدث الاستاذ محمد طه عن وزارة العمل الفلسطينية ، حيث جاء في مداخلته التأكيد على دراسة احتياجات الواقع وضرورة تمكين الطالب من اكسابه لكافة المهارات التي يحتاجها والتي تؤهلة للدخول في سوق العمل ونوه الى دعم الوزارة وعملها الذي تسعى من خلاله الى دعم المشاريع المستقلة والتي تساعد على تقليل نسب البطالة .
وتحدث ايضاً الدكتور بشار طحاينة عن المركز الالماني للتطوير حول احتياجات الواقع الذي يستلزم دراسته بشكل جيد والى دعم هكذا افكار تم طرحها في المؤتمر لما لها من فوائد ستعود على هؤلاء الخريجين بدلاً من تكدسهم في صفوف البطالة بعد التخرج .
قام عدد من الحضور باجراء مداخلات حول الموضوع حيث قدم الاستاذ الدكتور حسن دويك نائب رئيس الجامعة للتنمية والتواصل والذي اضاف بتجربته العملية على مدى ثلاثين عاما من العمل الاكاديمي وقد بارك الاتجاه الايجابي للمشروع بما يحتويه من توجهات تدريبيه متميزة ، استجابة لواقع واحتياجات سوق العمل .
كما تحدث الدكتور عبدالرؤوف السناوي عميد شؤون الطلبة في جامعة القدس عن واقع واحتياجات القطاع الطلابي خاصة الخريجين منهم وعن متطلبات سوق العمل واكد على ضرورة مشاركة القطاع الخاص في بناء البرامج الاكاديمية استجابة لاحتياجات سوق العمل .
وتحدث ايضاً عدد من الحضور الذين اسهموا بمداخلات علمية قائمة على اساس ضرورة جسر الفجوة ما بين احتياجات السوق ومخرجات الجامعات والمعاهد الفلسطينية، ومن بين المتحدثين كانت الدكتورة آمنة بدران التي نوهت الى اهمية العلوم الانسانية ومخرجاتها كونها من الركائز المهمة والتي يبنى عليها نشر وعي ثقافي اجتماعي وهؤلاء الخريجين هم من اصحاب الاسهامات التي تتفق مع الاحتياجات التي يمكن البناء عليها .
كما وتحدث ايضا كل من : والدكتور نادر صالحة ، والدكتور عيسى الصريع ، والاستاذة سهى كنعان عن دائرة الاحصاء المركزي الفلسطيني والدكتور مازن الخطيب بالاضافة الى بعض المداخلات الأخرى من قبل الطلبة الذين حضروا المؤتمر .
وخلص النقاش الى الخروج بجمله من التوصيات والتي جاء اهمها ضرورة بناء مشروع تنموي فاعل يؤثر في جسر الفجوة القائمة بين المخرج الاكاديمي للجامعات الفلسطينية مع متطلبات سوق العمل ، هذا المشروع يكون حقيقي على ارض الواقع يهدف الى تقليل اعداد العاطلين عن العمل من خريجي الجامعات .
يذكر بان الاستاذ ابراهيم سليمان ادار حلقات النقاش وقام بتسيير اعمال المؤتمر.