نفذ معهد الطفل في جامعة القدس مشروع “العلوم والطبيعة في عيون الأطفال الباحثين والمتأملين”، لتحويل المساحات المهملة في عدد من رياض الأطفال المقدسية إلى حدائق ومشاتل منتجة يشارك الأطفال في زراعتها، وذلك بتمويل من مؤسسة وقت القراءة التركية ( VAKTI I KIRAAT).
وقام المعهد بتدريب معلمات رياض الأطفال (روضة شذى الورد، وروضة سراج القدس، وروضة الإيمان، وروضة مارمتري)، إلكترونيًا ووجاهيًا رغم الظروف الصعبة والجائحة، ووزع مواد الزراعة على رياض الأطفال المشاركة في المشروع، كما وأعاد استخدام موارد البيئة المحلية وتدويرها في مشروع الزراعة في يوم دراسي تطبيقي لإنتاج ألعاب للزراعة، إضافة إلى زراعة حديقة معهد الطفل من خلال إعادة التدوير مع الأستاذ الدكتور عفيف زيدان، ومديرة معهد الطفل د. بعاد الخالص، والأستاذ المهندس عبد الرحمن الكالوتي من دائرة الهندسة، والأستاذة ديما الحلواني مديرة متحف العلوم في الجامعة القدس.
المشروع سعى لتجسيد معاني حب الأرض وإعمار القدس
وأوضحت د. بعاد الخالص هدف المشروع بقولها “سعينا في مشروعنا لإقامة نهج منظم من العمل مع الأطفال يبدأ بتطوير قناعاتهم ومحبتهم للأرض بزراعتها، وإعمارها، والمحافظة على البيئة وإعادة استخدام مواردها، إذ أن تعزيز انتماء الطفل لأرضه، وتنمية حب الزراعة مسؤولية جسيمة ينبغي الالتفات إليها في تعليم الأطفال”.
واستطردت د. الخالص “حاولنا من خلال المشروع تجسيد معاني حب الأرض وإعمار القدس، والبحث والاكتشاف، فكان الناتج تحول أجزاء مهملة في ساحات رياض الأطفال إلى حديقة مزهرة، أما تلك التي لا يوجد فيها مساحات واسعة فاستثمرنا الجدران فيها وحولناها إلى حدائق ناطقة؛ إيمانًا بأننا نستطيع إذا أردنا وسعينا”.
وأسفر العمل مع الأطفال في هذا المشروع إلى بزوغ أنشطة تربوية وفكرية وألعاب تعليمية حول الطبيعة والزراعة، بغية مساعدة الأطفال على طرح الأسئلة والتجريب وإعمال العقل، كما وتعتزم المؤسسة التركية دعم المشروع مرة أخرى في مراحله القادمة.
جدّ وإخلاص ومحبة من أجل قدس خضراء مزهرة
ووجهت د. الخالص شكرها إلى رئيس الجامعة أ.د. عماد أبو كشك على دعمه للمشروع منذ كان فكرة مجردة ومتابعته الحثيثة له، وللنائب التنفيذي في القدس أ.د. عماد الخطيب لمتابعته للمشروع ودعمه حتى تمكنت قصة هذا المشروع من الخروج إلى النور.
وأشادت بدور معلمات رياض الأطفال المشاركة في هذا المشروع الذي استمر أكثر من سنة، وتخللته الكثير من الصعاب والتحديات كجائحة كورونا، وظروف القدس وأوضاعها، إذ تميزن بالعمل بكل جد وإخلاص ومحبة، مختتمة “أقول لكل معلمة كنت أنت الوردة وأنت النبتة وأنت منبع العطاء”.
“إن المصغي إلى حوارات المعلمات والأطفال يرى نورًا في طريقة التفكير والممارسة بشأن التعامل مع موضوع الزراعة، والنباتات والأرض.. وسنستمر بإذن الله في جامعة القدس، وسنعمل على سيادة حب الأرض وزراعتها، باذلين كل جهودنا لتبقى قدسنا وكل مدينة في فلسطين خضراء مزهرة”” تختتم د. الخالص.
وتشكل هذا العمل إثر جهد مشترك لفريق معهد الطفل المكون من: الأستاذة زينب غوانمة المنسقة الإدارية والمالية لمشاريع المعهد، والأستاذة مها حباس منسقة مشروع العلوم والطبيعة، والأستاذة نور صندوقة المساعدة الإدارية، والأستاذة صباح النابلسي اختصاصية السمع والنطق، والأستاذة عبير الهدمي مركزة التدريب في المجال النفسي والاجتماعي، إضافة إلى مساهمة الأستاذ عبد الكريم درويش في استوديو المحاكاة في معهد الطفل.
يذكر أن معهد الطفل تأسس تحت راية جامعة القدس عام 2004، ليكمل مسيرة الجامعة الهادفة إلى خلق حلقات وصل بين الجامعة والمجتمع المحلي بمختلف فئاته، من خلال دراسة الاحتياجات وتطوير برامج تدعم قدرات العاملين في مجال الطفولة والشباب.