عرض نائب رئيس جامعة القدس للشؤون الأكاديمية أ.د معتصم حمدان، ومنسقة برنامج ماجستير الإدارة والسياسات الصحية د. أسمى الإمام، نتائج دراسة بحثية من إعدادهما حول “قطاع الرعاية الصحية في منطقة القدس”.
جاء ذلك خلال عرض للدراسة نظمته عمادة البحث العلمي في الجامعة، تحت رعاية رئيسها أ.د. عماد أبو كشك، وتكليف من اتحاد الجمعيات الخيرية في القدس بتمويل من الاتحاد الأوروبي.
وقالت عميد البحث العلمي في الجامعة د. إلهام الخطيب “نستضيف اليوم خبيرين من خبراء وأكاديميي جامعة القدس في مجال السياسات الصحية والقطاع الصحي، ليتحدثوا حول قطاع الرعاية الصحية في القدس الشرقية وحاجاته وسبل تطويره”.
وهدف العرض إلى تسليط الضوء على واقع الخدمات الصحية في مدينة القدس والمؤشرات التي خرجت بها الدراسة، بما في ذلك المتعلقة منها بالأمراض المزمنة والتدخين وانتشار المخدرات، وكذلك خدمات الرعاية الصحية والصحة النفسية المقدمة للمجتمع المقدسي.
وأظهرت النتائج الفجوات التي يعاني منها القطاع الصحي فيما يتعلق بتلبية احتياجات السكان الصحية في المدينة، التي تتطلب إجراء تدخلات مدروسة من قبل صانعي القرار ومراكز ومؤسسات الرعاية الصحية لتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، إضافة إلى ضرورة وضع الخطط الاستراتيجية المستقبلية لتوفير الخدمات الصحية وتطويرها.
وحول ما خلصت إليه الدراسة أوضحت د. أسمى الإمام “توجد فروقات في بعض المؤشرات الصحية بين الأحياء السكنية في القدس الشرقية، وهذا يحتاج إلى مزيد من الدراسات، كما أن هناك حاجة لتعزيز جودة الخدمات الوقائية وتوفير برامج الإقلاع عن التدخين، بالإضافة إلى الضرورة الملحة لتطوير برامج التأهيل في مراكز الرعاية الصحية، وتدريب الطواقم الطبية ورفع قدراتها”.
من جانبه، أشار د. معتصم حمدان إلى أن الدراسة أكدت الحاجة الماسة لتطوير إضافي ونوعي في خدمات التأهيل في القدس الشرقية، إذ لم تزل إمكانية توفير خدمات الإرشاد النفسي والحصول عليها ضعيفة وغير كافية، موصيًا بتنظيم برامج توعوية في الصحة النفسية ومعالجة المعضلة الاجتماعية حولها بمختلف الوسائل والإمكانيات، من خلال استقدام مرشدين وأطباء نفسيين يتحدثون العربية لتعزيز الجهود وتحقيق أقصى إفادة ممكنة للمستفيدين من الخدمات.
كما وأضاءت النتائج على أهمية تحسين إمكانية الوصول إلى الخدمات الصحية من خلال تقليص فترات الانتظار للحصول على موعد، أو من خلال تطوير عملية تحويل المرضى للعلاج التخصصي في المستشفيات، كما يتعين على المستشفيات العربية التركيز في مخططاتها على تطوير قدرات أفراد طواقمها، واستخدام التقنيات التشخيصية والعلاجية الحديثة، مما سيساهم في استقطاب المرضى الذين يتوجهون للمستشفيات الإسرائيلية.
وتأتي هذه المجهودات البحثية ضمن سعي جامعة القدس لإثراء البحث العلمي بمختلف حقوله ومجالاته، بما في ذلك التي تختص بتطوير الوضع الصحي والاجتماعي في مدينة القدس خاصة، انطلاقًا من مسؤوليتها تجاه المجتمع الفلسطيني والمقدسي على مختلف الأصعدة.