{videobox}NsdG3DmbMzM{/videobox}
القدس | زار غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث "بطريرك مدينة القدس وسائر أعمال فلسطين"، وعدد من الرهبان ورجال الدين، برفقة رئيس جامعة القدس الأستاذ الدكتور عماد أبو كشك، والبروفيسور صلاح الهودلية من المعهد العالي للآثار، وعدد من الضيوف، موقع التنقيب الأثري الأول في خربة الطيرة برام الله.
ورحب رئيس الجامعة بالوفد الزائر، مؤكداُ على أهمية هذه الزيارة ، للمحافظة على التراث والثقافة الفلسطينية، وقال "الزيارة هي ترسيخ وتثبيت الوجود الفلسطيني بهذه الأرض، وهذا شرف عظيم لجامعة القدس أن تكون الأولى في إكتشاف هذا الموقع الأثري الهام، بالتعاون مع كنيسة الروم الأرثوذكس".
فخر لجامعة القدس
وأكد أبو كشك "أن الجامعة تفتخر بهذا الاكتشاف التاريخي العظيم ، ومؤكداً على أن جامعة القدس تعمل بكل جهودها الى إعادة ترميم المكان ليعود كما كان في سابق عهده حتى يصبح مزاراً دينياً وثقافيا و سياحيا لكل الزائرين الى فلسطين".
من جانبه عبر غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث عن بالغ سعادته بهذا الموقع التاريخي، وهذا الانجاز الكبير والذي نسبه لجامعة القدس وكنيسة الروم الأرثوذكس، مؤكداً على أن المسيحيين والمسلمين وحدة واحدة في الخفاظ على الموروث التاريخي والثقافي والديني".
وشكر غبطة البطريرك ، جامعة القدس، والمعهد العالي للأثار التابع لها، على الجهود المبذولة والمشهودة في إتمام وانجاز هذا المشروع الرائد لموقع تاريخي واثري ديني هام، يبرز الموروث الحضاري والتاريخي لفلسطين.
وقال البروفيسور صلاح الهودلية أن جامعة القدس وضعت كل امكانياتها العلمية والبشرية والمالية، من أجل انجاح هذا المشروع ، حتى يصل الموقع الى الجهوزية التامة من أجل أن يصبح جاهزاً للسياح والحجاج .
وأكد على أهمية هذا الموقع ، والتي تكمن في التسلسل الحضاري، حيث تم الحصول على دلائل مختلفة تعود الى عصور مختلفة أقدمها اليوناني، ثم الروماني، ثم البيزنطي، ومن ثم الاسلامي المبكر في الفترة الاموية ، حيث شهد هذا المكان استقراراً بشريا من منتصف القرن الرابع قبل الميلاد وحتى منتصف القرن الثامن الميلادي .
أول شهيد في المسيحية موجود فيه
وكان المعهد العالي للاثار في جامعة القدس كشف عن أحد أهم المواقع الاثرية في مدينة رام الله ، وذلك ضمن مشروع التنقيبات الاثرية والصيانة والترميم الذي تشرف عليه جامعة القدس بادارة أ.د. صلاح الهودلية .
و تم اكتشاف الدلائل التي تؤكد أن أول شهيد في المسيحية وهو القديس ستيفانيوس، و دفن في هذا المكان، وكذلك كنيسة من الفترة البيزنطية حتى الاموية وجزأ من مبنى بيزنطي، ودير بيزنطي وبقايا ابنية أموية ، بالاضافة الى أرضيات فسيفسائية ، والذي يسمى خربة الطيرة والمعروفة ب"خربة غملا"، والتي تقع غرب مدينة رام الله.
أحد أهم المواقع الاثرية في رام الله
ويعتبر الموقع 'خربة الطيرة أو خربة غلما' واحداً من أبرز واهم المواقع الأثرية التاريخية الدينية في فلسطين، حيث ترتبط اهميته الدينية بالديانة المسيحية تحديداً بعد وجود دلائل تشير لزيارة السيد المسيح عليه السلام للموقع، والذي شيد فيه قصر وكنيسة من قبل القديسة ديانا تخليداً لهذه الزيارة المقدسة، ويضم الموقع قبراً للقديس استيفانوس والذي يعتبر أول شهيد في المسيحية.
وللموقع أهمية تاريخية ودينية واجتماعية بارزة، حيث استخدم ليكون مكاناً سكنياً في الفتره اليونانية، بوجود أثر يدل على أن اليونان سكنوا فيه، إضافة إلى أن الموقع كان الأكبر في مدينة رام الله في الفترة الرومانية، ومحصناً بجدار كبير خلال الفترة البيزنطية، وبقايا هذا الجدار موجودة حتى اليوم، وتزيد مساحة الموقع عن 30 دونما اقتطع التوسع العمراني جزءاً منها.
و شكر الحضور الجهد المبذول من قبل جامعة القدس وسعيها المتواصل في ترسيخ الهوية الفلسطينة ، وتجسيد صمود الشعب الفلسطيني .
يذكر ان خربة الطيرة والمعروفة أيضا باسم كفر غملا تقع في حي الطيرة ،والتي تبعد حوالي كيلو ونصف الى الغرب من منتصف مدينة رام الله ، تبلغ مساحتها ما يقارب 30 دونم ربعها من ملكية بطريركية الروم الارثوذكس ، وستواصل جامعة القدس عملها في ترميم المنطقة.
وذكر الهودلية وهو مدير المشروع أن هذا المشروع نموذجي ، ويهدف الى الكشف عن عبق تاريخ الارض المقدسة ، واعادة كتابة الرواية الفلسطينية ، وتوعية الجمهور الفلسطيني بقيمة وأهمية التراث للهوية والكينونة الفلسطينية ، وتوظيف المواقع الاثرية في تنميية الاقتصاد المحلي .
وقد أهاب بكل المؤسسات المدنية والرسمية الفلسطينية ببذل الجهود الكافية للحفاظ على مصادر التراث .