القدس | افتتح برنامج ماجستير الإعلام الرقمي والاتصال، في جامعة القدس، الأول من نوعه في فلسطين، باكورة نقاش رسائل الدفعة الأولى من خريجيه، حيث ناقش الباحث ثائر عصام نصار، رسالةً بعنوان ” تشكيل الإدراك في الإعلام الرقمي – آليات التضليل لدى شبكة قدس الإخبارية نموذجًا”، بإشراف الدكتور وليد الشرفا، وعضوية لجنة المناقشة الدكتور نادر صالحة مناقشًا داخليًا، والدكتور محمد أبو الرب مناقشًا خارجيًا.
وهدفت الرسالة إلى الكشف عن آليات التضليل المستخدمة في الإعلام الرقمي والمؤثرة على تشكيل الإدراك، وسعت إلى تحديد أشكال التضليل في عملية إعادة تشكيل الإدراك والوعي بشكل ممنهج وقصدي لمستخدمي الوسائط الرقمية للمؤسسات الاعلامية التي تبدو موثوقة للجمهور، وتعريف وتحديد آليات التضليل المتبعة في الوسائط الرقمية الإخبارية، وتحليل شبكة قدس الإخبارية كنموذج تطبيقي.
واستندت الرسالة على تحليل الخطاب الإعلامي وتحديد استراتيجيات التضليل المفترضة لشبكة قدس الإخبارية بالاستناد على نظرية الوسيط، وعلى منهجية مختلطة تجمع بين تحليل الخطاب الاجتماعي الكلاسيكي لدى نورمان فيركلوف، وتقنية تحليل القوى الفاعلة، وسيميائيات الصورة، وطرق الأدرمة لدى بيير بابان، وأطروحات ميشيل فوكو، وريجيس دوبريه، ومثلث أرسطو الإقناعي، للكشف عن الآثار المترتبة واستراتيجيات تضليل الرسائل الاخبارية ودورها في تشكيل إدراك المستخدمين، لدى شبكة قدس الإخبارية كنموذجٍ تطبيقي.
وقد وجدت الرسالة أن شبكة قدس قد نشرت حول موضوع التطبيع ضعفي ما نشرته ثلاث منصات رقمية فلسطينية مجتمعة، وكذلك رفعت وتيرة منشوراتها حول التطبيع بعد توقيع اتفاقية التطبيع بين الإمارات وإسرائيل بنسبة 40%. إضافة إلى أن الشبكة قد وظفت تقنيات الخطاب في السياق الاجتماعي والأدرمة بحيث كان المضمون المرئي حاضراً بقوة ومشكلاً مسرحاً موازياً للغة، مُحدثةً مفارقة بين الواقع اللغوي والواقع التاريخي، من خلال استحضار الأبعاد الأيقونية في الصور والكلمات على شكل تعارض وتباين في السياقات والفاعلين وتبادل الأدوار بين الذوات والمواضيع وغالباً ما كانت التعليقات على الصور تؤكد بل وتفرض سياق تلقٍ محددٍ عند الجماهير ضمن بعد ايديولوجي مخطط له بشكل مسبق إستنسخ الواقع كشكل.
وأثبتت النتائج فرضية البحث بتوظيف شبكة قدس لتقنيات تضليل الإدراك، خلال تغطيتها موضوع التطبيع، حيث خضعت عمليات التغطية لإخراجٍ إعلامي، استعار من الواقع ثقافة العرض المسرحي في تغطية أخبار الإمارات والبحرين والمغرب، وبالتالي من خلال إعادة تعريف الواقع وعمليات الإخراج الإعلامي تعمل الشبكة على تضليل إدراك المتلقي متكئةً على قوة “الميديوم” التقني وسطوته ولامرئيته وحتميته التكنولوجية.
وتعد هذه الرسالة الأولى من نوعها في فلسطين والمنطقة العربية التي تطور نموذجًا لفحص مؤشرات وأشكال “تضليل الإدراك” القصدي في المنصات الرقمية، والأولى التي تستخدم تقنية لغة برمجة “بايثون” لجمع البيانات، حيث تم جمع أكثر من ٧٠٠٠ منشور للعينة الممتدة بين ١\١\٢٠٢٠ الى ٣٠\٤\٢٠٢١، والتي شملت عينة منشورات شبكة قدس الإخبارية، وعينة مقارنة لوكالة معًا للأنباء، وشبكة وطن للأنباء، وموقع جريدة القدس (القدس دوت كوم)، فيما يخص موضوع التطبيع الذي هو مجال البحث.
يذكر أن برنامج الماجستير في الإعلام الرقمي والاتصال هو الأول من نوعه في فلسطين، ويهدف إلى تعزيز ثقافة الإنتاج المعرفي في مجال علوم الإعلام الرقمي، وإنشاء نواة صلبة للبحث العلمي المتعلق بالإعلام الرقمي والاتصال والثقافة الرقمية، تحت إشراف نخبة من أكاديميين مرموقين دائمين وزائرين.