قال مفتي القدس محمد حسين في المؤتمر الصحفي الذي عقد في معهد الإعلام العصري في جامعة القدس بمدينة البيرة :إنّ قوات الاحتلال والمستوطنين يشنون اعتداءات يوميّة على باحات المسجد الأقصى، والمرابطين، والمصلين الذين يتواجدون فيه للتعبّد، والدفاع عنه في ظل ما تطلقه الجمعيات الاستيطانيّة من دعوات لاقتحام الأقصى، وأداء طقوس تلمودية فيه.
ودعا حسين كلّ من يستطيع شدَّ رحاله إلى باحات المسجد الأقصى بالتوجه إليه والرباط فيه، ليكون أحد المعمرين والمرابطين فيه، وأحد المساهمين في دفع العدوان الذي يشنّه الاحتلال بكلّ أذرعه على المسجد الأقصى المبارك.
وأضاف أنّ الاحتلال، وحسب القوانين الدولية، ملزم بالحفاظ عليه وعدم المساس به، وعليه أيضا أنّ يمنح الفلسطينيين الحق في التوجه والرباط في الأقصى والصلاة فيه، "إنّ ما يقوم به الاحتلال مخالف لكل ما ينص عليه المجتمع الدولي، بما يرتكبه من اعتداءات معنوية في تصريحات للمسؤولين الإسرائيليين، وقرارات محاكم الاحتلال التي تسمح للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى وأداء طقوس تلمودية فيه، إضافة للاعتداءات الماديّة التي يرتكبها بحق المراطبين والمصلين، والاعتداء على السدنة والحراس، وما يقوم به من حفريات".
من جانبه، قال أستاذ القانون الدوليّ حنا عيسى، إنّ أخطر ما يواجه القدس في الوقت الراهن، هو ستة مشاريع قوانين معدّة للتصويت عليها في الكنيست.
وأشار إلى أنّ القانون الأول ينص على التقسيم الزمانيّ والمكاني للمسجد الأقصى، وينص القانون الثاني على عدم إطلاق أسرى يدّعي الاحتلال أنّ أيديهم ملطخة بالدماء، وينص القانون الثالث على سَجن ملقي الحجارة مدة (35) سنة، فيما يتحدّث القانون الرابع عن حظر دخول المرابطين إلى المسجد الأقصى، وكذلك قانون مكافحة الإرهاب الذي يضم سحب الهوية، وهدم المنزل، وسادسا قانون القوميّة اليهوديّة.
مضيفًا أنّ الحكومة اليمينيّة في إسرائيل أفرزت قرارًا جديدًا ينص على نقل كافة الوزارات الإسرائيليّة إلى مدينة القدس، ويأتي ذلك في إطار ممنهج يسعى لتهويد القدس وإضفاء الطابع اليهودي عليها بالكامل"، لافتًا إلى أنّ أخطر ما تمرّ به القدس هو التصريحات الورقيّة التي تصدر من العالمين الإسلامي والمسيحي "التصريحات لا تقدم ولا تؤخر، فالاحتلال يستغل ترهل العالم الإسلامي، والوضع الداخلي الفلسطيني، والحروب العربيّة الداخليّة، وازدواجية القوانين الدوليّة، في إسراع ما يسمى بملف القدس حتى لا يجد الفلسطيني شيئًا يتفاوض عليه".
وبيّن الخبير في شؤون مدينة القدس جمال عمرو، أنّ الاحتلال ماضٍ في خطواته الأخيرة القائمة على نظريّة "لا قيمة لإسرائيل من دون أورشليم، ولا قيمة لأورشيليم من دون جبل الهيكل".
وأضاف أنّ الخطّة الإسرائيليّة بشقيّها الأول والثاني حقّقه الاحتلال، والآن بقي المسجد الأقصى الذي أصبح وسط دائرة الاستهداف، وبعد إحاطة مدينة القدس بجدار الفصل العنصري، وتكثيف الاستيطان في المدينة، والتفرد بأجزائها. "البلدة القديمة مفرغة تمامًا بسبب شبكة أنفاق كبيرة مقامة تحتها، إضافة لسيطرة الاحتلال على مفاصل الأقصى، ويفرض سيادته عليه، وهو من يسمح للمصلين من الدخول إليه ويمنعهم".
وبيّن أن ّالاحتلال يتصرف عكس اتفاقيّة جنيف الرابعة والقوانين الدولية، ويضرب بعرض الحائط اتفاقيته مع الأردن، "فالاحتلال يعترف بهدفه القاضي بترحيل الفلسطينيين وإحلال المستوطنين مكانهم "، مضيفًا أنّ الاحتلال ينظم مهرجانات واحتفالات تهويديّة مثل مهرجان الأنوار الذي سيقام خلال الأيام القادمة حيث يعرض بالأضواء الثلاثية الأبعاد روايته التلمودية عن مدينة القدس، وما يسعى لتنفيذه في المدينة من مخططات.