الهيئة الاكاديمية والموظفين

الاسير المحرر جمال ابو الرب يروي لمركز أبو جهاد محطات من تجربته الاعتقالية

عدد المشاهدات: 217

 د. أبو الحاج : نأمل اطلاق سراح الاسرى وان تشمل المفاوضات رؤية واضحة تقود الى تبيض السجون 

القدس – جمال محمد محمود ابو الرب من مواليد 7-5-1965 ، في بلدة قباطية في محافظة جنين ، درس في مدارسها الى ان انهى الثانوية العامة ، وبسبب منعه من قبل قوات الاحتلال من السفر للدراسة بالخارج ،فقد التحق للدراسة في كلية الروضة في مدينة نابلس والتي كانت بالسنة الاولى لافتتاحها بالعام 1983 ليتخرج منها بالعام 1985 ، وقد التقاه طاقم مركز ابو جهاد لتسجيل ابرز محطات حياته النضالية والاعتقالية والتي امتازت بعنفوان وكبرياء وتحدي منقطع النظير ،حيث لا يزال ابو الرب مستمرا بحياته النضالية .

النشأة والانطلاق بالعمل الوطني

بالكثير من البساطة في الكلام والتي تنم عن قوة داخلية وتربية وطنية اصيلة وايمان مطلق بمسار حياته النضالية كجزء اصيل من نضال الشعب الفلسطيني وسعيه للحرية والاستقلال ، ابتدأ المناضل والاسير المحرر جمال ابو الرب سرد حياته ، حيث قال " لا بد قبل التطرق الى حياتي النضالية من ذكر من كان لهم الفضل والدور الكبير في صقل شخصيتي وانتمائي للوطن ، فقد نشأت في اسرة مناضلة فوالدي رحمة الله عليه تعرض للاعتقال والتنكيل اكثر من مرة على يد قوات الاحتلال وكان في كل مرة يتم اعتقاله فيها يعود لنا باديا عليه آثار التعذيب والضرب والتنكيل ، كما يعود لنا باصرار اكبر وعنفوان يشع من وجهه ، ليقول لم يأخذوا مني شيئا ، ومنذ نعومة اظفارنا ،كان يردد امامنا انا لا امانع اي منكم للمشاركة في النضال ولكن على ان يكون رجلا قويا ويستطيع تحمل تبعات ذلك ،وان يقطع عهدا على نفسه بعدم الاستسلام والاعتراف امام عدوه ، كما لا بد لي من ذكر الدور الكبير لعدد من معلمي المدرسة الكبار مثل الاستاذ جابر من بلدة برقين والاستاذ عبد الرحيم من عرابة ،والذين كانوا بمثابة شعلة ثورية لنا في مرحلة الثانوية " .

ويضيف " وفق ذلك فقد بدأت بالمشاركة بالاعمال الوطنية وانا بالمرحلة الثانوية ،تخللها مواجهات مع قوات الاحتلال ،وعلى اثر ذلك فقد جرى توقيفي للمرة الاولى بالعام 1982 ، لمدة 18 يوم ، حيث كان نشاطي ملفتا في تلك الفترة ، فقد كنت من ضمن التشكيلات الاولى لمنظمة الشبيبة الفتحاوية والتي جرى تشكيلها بالعام 1982 ، بالاضافة الى انني كنت عضوا وانا بالثانوية في نقابات عمال المحاجر والتي تنتشر في منطقتنا بكثرة ، وكلنا نعرف ما كان يعني ذلك في مطلع الثمانينات ، الامر الذي تسبب في استدعائي لاكثر من مره من قبل قوات الاحتلال " .

واستمر نشاطه وهو في مرحلة الدراسة في كلية الروضة ،حيث قام مع مجموعة اخرى بتشكيل حركة الشبيبة ،والعمل على تأسيس مجلس اتحاد الطلبة ، واصراره على اقامة مهرجان بالكلية وهو الامر الذي تسبب في اغلاقها لمدة شهر ،وتخرج من الكلية بالعام 1985 ، وبسبب انه لم يكن هناك بنوك وطنية وكلها بنوك اسرائيلية وبسبب منعه من السفر ايضا فلم يستطع الافادة من شهادته بالمحاسبة ، وعمل بالعديد من الاعمال بغية مساعدة عائلته واستمر هكذا الى غاية اندلاع الانتفاضة الاولى بالعام 1987 .

الاعتقالات الادارية المتكررة

مع اندلاع الانتفاضة الاولى هب كما غيره للمشاركة بفعالياتها ، وعلى اثر ذلك تمت مطاردته من قبل قوات الاحتلال وقد تم اعتقاله بتاريخ 13-6-1988 ، وحكم عليه بالسجن الاداري لمدة 6 شهور ، امضى 5 شهور منها في سجن النقب ،ورغم انها التجربة الاولى ، الا انه قال انها لم تشكل حالة غريبة بالنسبة له ، حيث كان لديه انطباعات سابقة عن الاعتقال وظروف السجن من خلال والده ،حيث لم ينسى توجيهاته وضرورة ان يصمد ويقهر كل الظروف الصعبة التي قد يواجهها .

بعد خروجه من السجن عكف والده على ضرورة زواجه ضمن ما كان متعارف عليه بان الزواج قد يشكل عامل للاستقرار ،ويقول عن زواجه " تزوجت في تلك الفترة ، الا انه حتى زواجي لم يكن بالحدث الطبيعي ،حيث ان بيتنا كان في منطقة المواجهات وكانت قوات الاحتلال تظل مرابطة هناك ن وعلى ذلك فقد قام والدي بابلاغ القوات هناك بانه لدينا عرس وطلب منهم مراعاة ذلك ولم يستجيبوا الا بعد ان رهن هويته لديهم ، وانا بدوري لم البس لبس خاص وبقيت بلباسي العادي لاني كنت اشعر بضرورة ان ابقى مستعدا لاي طاريء " .

 

 

بتاريخ 11-1-1989 ،جرى اعتقاله للمرة الثانية ولم يمضي على زواجه الا ما يقارب الشهر نوزج به بمعتق النقب 6 شهور كاعتقال اداري ، ولم يكد ان يخرج حتى اعاد الاحتلال اعتقاله للمرة الثالثة كاعتقال اداري ايضا بتاريخ 29-9-1989 ،وبقي في سجن النقب لغاية 4-4-1990 ، يذكر انه باعتقاله هذا قد رزق بابنه البكر خالد في نفس اليوم اي انه لم يرى ابنه لحظة ولادته .

وفور خروجه من السجن استمر في نشاطه ومع مطلع التسعينات قام مع مجموهة اخرى من النشطاء بتشكيل مجموعات الفهد الاسود التابعة لحركة فتح ومن ضمنهم الاسير احمد العوض والتي حققت النجاحات الكبيرة وخلقت حالة متميزة وفريدة في مقارعة الاحتلال واعوانه ، وعلى ذلك بقي مطاردا لقوات الاحتلال ،وبتاريخ 15-1-1991 ،وبنفس اليوم الذي اغتالت فيد اسرائيل القادة الثلاث كمال ناصر وكمال عدوان وابو يوسف النجار ، تم اعتقاله في كمين لقوات الاحتلال في بلدة قباطية ويقول عن ذلك " منذ اللحظة الاولى لاعتقالي تم ضربي بوحشية كبيرة ، وكون المحابرات الاسرائيلي لا تملك اعترافات علي ، وكوني لم اتكلم باي كلمة ،فقد لفقوا لي بعض التهم ،منها محاولة خطف سلاج الجنود ونشاطي بالانتفاضة وبعد مضي ما يقارب سنة ونصف من اعتقالي ، وبالايام الاخيرة للافراج عني تم انزالي للتحقيق مرة اخرى في سجن الفارعة وهناك تم تغريمي بغرامة مالية بقيمة 10000 شيكل بالاضافة الى اخضاعي للاقامة الجبرية مع اطلاق سراحي بتاريخ 24-6- 1992 ، وقد جرى انتخابي في هذه الفترة كعضو بالمجلس الثوري لحركة فتح داخل سجن النقب " .

وبعد ذلك بمدة قصيرة اعاد الاحتلال اعتقاله من جديد بتاريخ 30-8-1992 ، وتم تحويله للاعتقال الاداري وبعد اسبوعين تقريبا تم تحويلي ال سجن جنين للتحقيق معي ،وبقيت لاكثر من شهر رهن التحقيق ، وتمت محاكمته بسنتين وغرامة مالية بقيمة 3000 شيكل ليفرج عنه بتاريخ 5-5-1994 ، اي فور قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية ،وشغل منصب عضو لجنة مركزية داخل سجن مجدو.

غير ان مسلسل اعتقالاته لم ينتهي حيث وبتاريخ 15-8-1994 ، اعيد اعتقاله اداريا ،وكان ذلك اول خرق من قبل قوات الاحتلال لاتفاق اوسلو والذي قضى بعدم ملاحقة نشطاء فتح وبقي بالسجن لتاريخ 8-2-1995  .

 

ورغم خرق الاحتلال الا ان ملاحقة ابو الرب لم تنتهي حيث بقي مطاردا لقوات الاحتلال مع انتشار السلطة بالمناطق ، وتم اعتقاله لفترات لدى السلطة كنوع من حمايته من الاحتلال ، ويقول عن هذه الفترة " بقيت على هذا المنوال كمطارد للاحتلال رغم قيام السلطة بمحاولة تسوية وضعي وذلك لغاية تاريخ 27-2-1998 ، بهذا التاريخ قامت قوات الاحتلال بمحاصرة احد المناضلين " سمير زكارنة " في احد مقاهي بلدة قباطية مع مجموعة اخرى كانت معه ، وكرد فعل على حصاره قمت مع مجموعة اخرى باختطاف ضابط اسرائيلي مع جندي آخر وجلبهم الى مخيم جنين ، ولم يتم الافراج عنهم الى حين ان جرى تسوية وضع الاخ سمير ومن معه فيما بين حكومة الاحتلال والسلطة الفلسطينية ، وبعد ذلك تم اعتقالي وبقيت لمدة 3 شهور ليفرج عني ضمن افراجات 19-11-1998 دون ان توجه لي اي تهم " .

انتخابه عضوا بالمجلس التشريعي والمجلس الثوري لفتح

مع انطلاق الانتفاضة الثانية بالعام 2000 ، ظل ابو الرب ملاحقا من قبل قوات الاحتلال ومع الاجتياحات الاسرائيلية لمدن الضفة بالعام 2002 تم تكثيق ملاحقته الا انها لم تتمكن من اعتقاله وقد ترشح للمجلس التشريعي ضمن قائمة حركة فتح وفاز بعضويته بالعام 2006 ، وهو ملاحق امنيا ،وعلى اثر ذلك لم يستطع من حضور جلسات المجلس لما يقارب ال 3 شهور حيث حضر الى رام الله تهريبا ، ثم جرى بعد ذلك تسوية وضعه على ان ينتقل الى مدينة رام الله فقط وعدم السماح له بغيرها ،وبعد مدة جرى توسيع تحركه ليشمل محافظة رام الله وجنين .

ولا يزال الى الان ضمن هذه الاوضاع اي انه لم يجري تسوية ملفه بالشكل النهائي مما يجعله عرضة للملاحقة والاعتقال باي وقت ، وعلى الرغم من كل ذلك فهو لا يزال مستمرا بعمله كعضو بالمجلس التشريعي ويقوم بقدر استطاعته باداء دوره ومساعدة الناس الذين ناضل لاجلهم ، وايضا استمر بنشاطه الحركي كعضو بالمجلس الثوري لحركة فتح بعد ان جرى انتخابه بالمؤتمر السادس للحركة بالعام 2008 .

 

شارك المقال عبر:

بحث للأستاذ فؤاد كردي من معهد التنمية المستدامة
نشر بحث للدكتور زياد محمد قباجة

آخر الأخبار

ربما يعجبك أيضا

Al-Quds University