القدس – مثال للاصرار والعزيمة والارداة هي احدى طالبات كلية هند الحسيني للبنات سنة ثانية -تخصص أدب انجليزي- الطالبة فنسيا المسلماني ( ايمان المسلماني ) كردستية الاصل تبلغ من العمر 26 عاما وام لطفلين لكنها ليست كغيرها من الطالبات.
بدأت رحلتها من اللحظة التي شعرت بحاجتها لشيء مختلف في حياتها غير الذي كانت به ، تقول بأنها كانت مسلمة فقط بالاوراق الثبوتية ولكنها لم تكن تقم بالشعائر الدينية ، فكانت لحظة ذهابها الى المسجد لاداء الصلاة نقطة تحول في حياتها فاهتمت بمعرفة الدين الاسلامي عن كثب واقتعنت به لتتخذ قرارا كان وازعها الديني هو الاساس به وليس الحب لتختار ان ترتبط ب (ع.م) من فلسطين مسلم حضر للدراسة في روسيا ليتزوجا وتنتقل للعيش معه في فلسطين .
تقول ايمان ان قرار زواجي هو من اخطر القرارات التي صادفتني في حياتي فاختياري لزوجي لم يخضع للعاطفة ابدا بل كل الذي كنت افكر به الاسلام والايمان وهو ما وجدته به ليشكل ارتباطي به نقلة نوعية في حياتي بل ايضا ليتغير اسمي من فنسيا الكردستية الى ايمان المسلماني.
وبمقارنة الاوضاع المعيشية في البلدين تضيف ايمان بأن لكل بلد ايجابيات وسلبيات فهناك في روسيا كنت افتقد للجو الاسلامي اما الان فانا امارس ديني بل واصلي في المسجد الاقصى فماذا اريد اكثر من ذلك،كما ان العادات والتقاليد مختلفة وايضا لغة التواصل وهذا شكل صعوبة كبيرة علي لكن بمساعدة زوجي واهله تمكنت من تجاوزها والان انا اتحدث اللغة العربية بشكل جيد بل وتمكنت من تكوين صداقات وعلاقات لي في المجتمع الذي انتميت اليه.
وعن التحاقها للدراسة في الجامعة اوضحت ايمان ان سبب اختيارها لجامعة القدس هو لسماعها عنها حيث انها كانت قد التحقت ببرنامج تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في مركز دراسات القدس ومنها سمعت عن كلية هند الحسيني والمساعدات التي تقدمها خاصة للسيدات المتزوجات فقررت ان تلتحق بها لتتخصص باللغة الانجليزية وآدابها فهو التخصص الاسهل لها ،وعن طبيعة علاقتها بالطالبات والاساتذة تقول ايمان ان الطالبات يساعدنها كثيرا خاصة في المساقات الاجبارية باللغة العربية والتي تبذل فيها الجهد الكبير لكن بمساعدة الطالبات والاساتذة .
اما زميلات ايمان بالدراسة فكان تعليقهن على تواجد فتاة روسية الاصل بينهن على مقاعد الدراسة انها مثال يحتذى به فمثابرتها واصرارها شكل دافع اصرار لباقي الفتيات على مواصلة الدراسة وتحدي العوائق بأشكالها فليس هناك اصعب من وضع فتاة اجنبية تترك حياتها وتلحق وازعها الديني .
وتقول ايمان "انا لم ولن اندم على خياري فانا اخترت حياتي وهدفي وآمنت في امكانياتي وبمساعدة زوجي والان لي أسرتي الكبيرة واهلي يحضرون لزيارتي واكمل دراستي واطمح ان اعمل في شهادتي وافيد منها اهلي ووطني فلسطين "