القدس – شاركت طالبة الدراسات العليا عائدة عبد القادر الغانم ، كلية الدعوة وأصول الدين في أعمال مؤتمر الخليج الثاني لصناعة الحلال وخدماته، الذي عقد في (٢٢-٢٤) يناير ٢٠١٣م في دولة الكويت بورقة علمية بعنوان:"واقع المكونات الأولية في الأغذية والأدوية ومستحضرات التجميل"، وقد حاضرت في هذا المؤتمر من بين أحد عشر محاضرًا من مختلف أنحاء العالم، وقد كتبت العديد من الصحف الكويتية عن ورقتها العلمية منها الرأي والكويتية والأنباء والسياسة وغيرها.
تحدثت الغانم أن الفكرة استوحت من منظور واقع وجود كمّ هائل من المكونات الأولية ذات الأصل المحرم والمشبوه مثل المكونات المشتقة من الخنزير والدم والميتة (على اعتبار أن ما ذبح لم يراع في ذبحه اشتراطات الذبح الإسلامي، فيعتبر ميتة) والأجزاء المأخوذة منها، والمواد المشتقة من تلك الأجزاء، واستخداماتها الهائلة في الغذاء والدواء ومستحضرات التجميل, ودخولها أسواقنا وبيوتنا علمنا ذلك أم جهلنا.
كما عرضت الغانم نماذج لمواد أولية أخذت من أصول محرمة، وتتبعت المشتقات والاستخدامات، مؤكدة على حقيقة صادمة وهي أننا نستهلك المحرمات بشكل يومي تحت مسوغات مختلفة مثل عموم البلوى والاستحالة والاستهلاك دون التأكد من مدى انطباق تحقق ضوابط تلك المسوغات على المنتجات المستهلكة.
ومن النماذج التي تطرقت إليها الورقة العلمية: الخنزير كنموذج لحيوان محرم بالنص، حيث فصّلت الأجزاء المكونة له (دمه،دهنه،الجيلاتين المستخلص من جلده وعظامه، أنفحته…)، لافتة استخداماته الهائلة في الغذاء والدواء ومستحضرات التجميل.
وركزت على اختصاص كل جزء منه بأنواع من المشتقات والمضافات التي تقحم كل منها في أنواع مختلفة من الصناعات الغذائية والدوائية والتجميلية ومواد التنظيف، بل وأعلاف الحيوانات واستخدامات أخرى، إلى جانب الإشارة إلى الفتاوى المتساهلة التي أدخلتنا تحت عباءة القبول بكل تلك المنتجات ذات الأصول المحرمة. ومن ثم الخروج بنتيجة أن هذا لا يتم فعلياً، ثم الحديث عن البدائل الحلال المتاحة.
وأضافت أن هذا الواقع يمثل مشكلة كبرى،الحل الأمثل لها هو الوقوف عند حدود الله: {حُرّمت عليكم الميتة والدمُ ولحم الخنزير…} المائدة:آية 3. لافتة إلى بعض الأمور التي تساعد في تغيير هذا الواقع ومنها توعية الناس بأهمية المنتجات الحلال، وكذلك توعيتهم بتلك المنتجات ذات الأصول الأولية المحرمة والتوقف عن التعامل معها, ومراجعة الفتاوى التي تساهلت وسوغت استخدام المحرمات والوقوف عند الضوابط الصحيحة، والعمل على إيجاد نظم تتبع للمنتجات الحلال تضمن مراقبة مراحل التصنيع ابتداءً من مرحلة المكونات الأولية ووصولاً إلى يد المستهلك، بالإضافة إلى تشجيع ذوي رؤوس الأموال على تبني مشاريع ضخمة لإنتاج مواد أولية حلال، وإنشاء مراكز أبحاث تعنى بالبحث الشرعي والعلمي حول المكونات الأولية لتصنيع الأغذية والأدوية ومواد التجميل".
ومن الجدير بالذكر أن الباحثة تعمل على إنهاء رسالتها العلمية بعنوان: "المواد المضافة للأغذية والأشربة دراسة فقهية"، ويشرف عليها من الناحية الفقهية البروفيسور حسام الدين عفانة، أستاذ الفقه المقارن بكلية الدعوة وأصول الدين، جامعة القدس، ومن الناحية العلمية الدكتور إبراهيم عفانة، دائرة التصنيع الغذائي،جامعة القدس