في لقاء موسع على هامش مؤتمر "الحوار بين الاديان وأثره في تحقيق السلم العالمي"
د . ابو الحاج … يشيد بدور اندونيسيا في دعم القضية الفلسطينية ومناصرة الاسرى
القدس – اشاد الدكتور فهد ابو الحاج مدير عام مركز ابو جهاد لشؤون الحركة الاسيرة في جامعة القدس ،بالدور المميز والمتقدم الذي تقوم به الجمهورية الاندونيسية في دعم التسامح والتعايش فيما بين اتباع الديانات المختلفة ،الدور النابع من التعايش الفعلي والمعروف عن ابناء الجمهورية الاندونيسية ,
و قال "اندونيسيا تضم ادياناً مختلفة نتيجة لكبر مساحتها والتعداد الكبير لسكانها ، وتعرف تاريخيا بالتعايش القوي والبناء بين كافة مكوناتها ،لتشكل نموذجا يحتذى به في تأسيس مجتمع متماسك ومتعايش يعيش به كافة ابناءه بالمساواة وتكافؤ الفرص" .
جاءت اقوال د. ابو الحاج هذه اثناء مشاركته في اللقاء الموسع الذي عقد في مقر السفارة الاندونيسية في عمان ،تلبية لدعوة من قبل سعادة سفير الجمهورية الاندونيسية في المملكة الاردنية الهاشمية "زين البحر نور "،وشارك باللقاء اضافة الى سعادة السفير ، ممثلين عن النسيج الديني الاندونيسي ضم عددا من العلماء المسلمين في اندونيسيا على رأسهم الدكتور "امام غزالي سعيد " رئيس منتدى الانسجام الديني في مدينة سورابايا في اندونيسيا ، والسيد مروان سوداح ،عضو اكاديمية العلوم الروحية الروسية ،كما شارك باللقاء فضيلة الشيخ معروف محمد رشاد الشريف ،امام مسجد الملك عبد الله الاول ومؤذن الاذان الموحد ، وممثلين عن وزارة الاوقاف الاردنية ، وعددا من اساتذة الجامعات وأئمة المساجد وبعض من مدراء الدوائر في وزارة الاوقاف الاردنية .
وقد خص سعادة السفير الاندونيسي الدكتور ابو الحاج في مداخلة مطولة ،بعد ان قام بالتعريف به وبمسيرته النضالية ،وما يمثله من خلال قضية الاسرى ،وأيضا من خلال التطرق الى دور جامعة القدس على ثرى بيت المقدس .
بدوره قال د.ابو الحاج ان سعادة السفير زين البحر نور ،قد قام بدور فعال وحيوي خلال سنين خدمته كسفير للجمهورية الاندونيسية في المملكة الاردنية الهاشمية ولدى السلطة الوطنية الفلسطينية ايضا ، تمثل في زيادة التعريف بما تمثله اندونيسيا كأكبر دولة اسلامية وحاضنة للتعايش السلمي بين كافة الشرائع والطوائف الدينية ،والسعي الحثيث لتغليب لغة الحوار فيما بين الاديان ،كما لا يمكن لنا ان ننسى دوره المميز على الساحة الفلسطينية وحرصه المتواصل على تقديم كل العون والمساعدة الممكنة لأبناء الشعب الفلسطيني ،وخاصة في القدس ومؤسساتها المختلفة .
وأضاف بأن سعادة السفير يرجع له الفضل في بناء جسور التعاون فيما بين جامعة القدس وعدد من الجامعات الاندونيسية ،والتي لا زلنا نقوم على تمتينها وتعزيزها بما يخدم الطرفين ، وتمنى ابو الحاج لسعادة السفير مع اقتراب نهاية خدمته كسفير لدى المملكة الاردنية ،دوام التقدم والنجاح وإكمال مسيرته المهنية المميزة .
ثم تطرق الى ان الاراضي الفلسطينية والقدس على وجه الخصوص تعتبر البوصلة الصحيحة لحوار الاديان ،وذلك نظرا لأهميتها تاريخيا ودينيا ،كونها مهد الديانات الثلاث ، وشكلت تاريخيا وعبر حقب تاريخية عديدة نموذجا للتعايش السلمي فيما بين الاديان ، وأضاف بان القدس في هذه الاونة تعاني من الاستهداف الاسرائيلي ،والاستئثار لصالح ديانة واحدة على حساب ابناء الديانات الاخرى ،مما يستدعي وقفة قوية وجدية من قبل دول العالم لأنقاضها وإعادتها في مكانها الصحيح كعاصمة للتعايش والتسامح .
ونوه الى ان القدس وسائر الاراضي الفلسطينية اخذت مكانتها التاريخية كأرض مقدسة يحج اليها اتباع الديانات السماوية الثلاث ،وبالتالي لا يمكن لأحد الادعاء بأنها تخص ديانة معينة ،بل كانت على مدار التاريخ قابلة لاستيعاب كل الديانات ،وان نضال الشعب الفلسطيني تركز على هذا المنطلق ، الذي ينادي بإبقاء القدس لكل ابنائها مهما كانت ديانتهم او معتقداتهم ،وان الدولة الاسلامية عندما حكمت بيت المقدس لقرون عديدة اثبتت وبرهنت على هذا التعايش ،هذا التعايش الذي غدا دستورا خاصا للقدس وكافة الاراضي المقدسة .
وذكر د. ابو الحاج بضرورة ان يقوم ابناء الديانات الثلاث بالدور المطلوب منهم ،على صعيد الدفع لإجراء التسوية السلمية ،وضرورة الترويج لإنهاء الصراع ،عبر اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ،الذي سيحتضن كافة الديانات وفق قيم العدالة والمساواة وحرية المعتقد ،وعلى ذلك فمن الواجب ان تصطف كل القوى العالمية وتقف وقفة واحدة ضد اعداء السلام والتسامح والتعايش ،وان تعريهم على المستوى العالمي بغية ارغامهم على ارجاع الوجه الحقيقي لبيت المقدس .
ولفت الى ان المملكة الاردنية الهاشمية كانت ولا تزال في صدارة المدافعين على القدس ،نتيجة ايمانها المطلق بأهمية تعايش الديانات المختلفة وعدم هضم اي من حقوق احدى الديانات ،وقد دفعت المملكة في سبيل ذلك اثمانا باهظة ، وعلى نفس المنوال سارت دولا اسلامية عديدة على رأسها الجمهورية الاندونيسية كأكبر دولة اسلامية لها من المكانة الكبيرة ،والتي ،امل ان تضع كل ثقلها في سبيل تحقيق السلام لكل شعوب المنطقة .
وختم د. ابو الحاج كلامه بتوجيهه باسم جامعة القدس وكافة ابناء الشعب الفلسطيني تحية الى الجمهورية الاندونيسية ممثلة بقيادتها وشعبها ،متمنيا لها دوام التقدم والازدهار .
بدوره قال الدكتور امام غزالي سعيد ،ان الشعب الاندونيسي بكافة مكوناته يقف صفا واحدة في سبيل دعم حوار الاديان على المستوى العالمي ،وضرورة تغليب قيم التعايش والتسامح ،وان اندونيسيا تشكل تجانسا كاملا بين اعضاء المجتمع الاندونيسي الضخم والذي يضم الف قومية وأغلبية مسلمة، وأيضا يضم مسيحيين وهندوسا وغيرهم ،وأضاف بان اندونيسيا تمتاز بوجود الاسلام المعتدل بها وتعدد الثقافات والتسامح بين افراد المجتمع الامر الذي اعطى قوة كبيرة لاندونيسيا في مواجهة الأزمات والتعامل معها خاصة وان المسلمين في اندونيسيا قبلوا الديمقراطية منذ اعلان استقلال البلاد .
وأشار الى ان الجمهورية الاندونيسية ،تعمل عبر اصدقائها من دول العالم على تغليب التسامح ، وتمنى ان يحل السلام بأرض السلام ،وان تكون القدس مدينة حاضنة لكل ابناء الديانات المختلفة .
بدوره لفت فضيلة الشيخ معروف الشريف امام مسجد الملك عبد الله الاول ،الى ان الشعوب الاسلامية جمعاء لم تعرف في اي لحظة من تاريخها التفرقة العنصرية والتحريض على الاخر ،بل عاشت الدولة الاسلامية لقرون عديدة في ظل التسامح والإخاء وتكريم الاخر وإعطائه كافة حقوقه الانسانية ،وأضاف بأنه من الواجب على الجميع في مثل هذه الظروف الاطلاع بدوره بغية الدفاع عن الصورة الحقيقية للإسلام السمح ،مقدما شكره لدور العلماء الاندونيسيين في هذا المجال .