القدس – زار مركز ومتحف أبو جهاد لشؤون الحركة الاسيرة في جامعة القدس وفد يمثل " منتدى العائلات الثكلى الفلسطيني الاسرائيلي للسلام والمصالحة " ، والذي ضم عدد من نشطاء المنتدى من العائلات الفلسطينية والاسرائيلية ممن فقدوا اقاربهم اثناء الصراع ، وكان باستقبال وفد المنتدى طاقم المركز وقام مديره العام الدكتور فهد ابو الحاج بالترحيب بالوفد واصطحبهم في جولة تعريفية بالمركز ، شارحا لهم ما يحويه والرسائل التي يقوم عليها ، موضحا ان المركز يهتم بتأريخ تجارب الاسرى في مرحلتي الاحتلال البريطاني والاسرائيلي ، وابراز ارثهم النضالي والذي يعتبر ثروة للشعب الفلسطيني ، مبينا ان الشعب الفلسطيني زج بمئات الآلاف من ابنائه في سجون الاحتلال الاسرائيلي ليصل تعداد الذين مروا بتجربة الاعتقال الى اكثر من 800 الف اسي واسيرة .
ووجه د . ابو الحاج كلامه الى العائلات الاسرائيلية الزائرة حول ايمان الجزء الاكبر من الاسرى الفلسطينيين بالسلام ،موضحا لهم ان الاسرى قد راهنوا على ان العملية السلمية ستنهي الصراع وتخرجهم من ظلمة السجون ،الا ان أي من الامرين لم يتحق فبقي الصراع قائما وبقي معه آلاف الاسرى يعانون قسوة السجون ، ليبقى 124 اسيرا منذ ما قبل اتفاق اوسلو ،حتى فقد هؤلاء بمجموعهم ايمانهم بالسلام ،وكل ذلك تتحمله فقط السياسات العدوانية للحكومات الاسرائيلية المتعاقبة ،لا سيما الحكومة اليمينية الحالية نوالتي دمرت ما تبقى من فرص السلام .
وذكر لهم في هذا السياق قناعته الشخصية فقد ذكر لهم بانه كان من اكثر المؤمنين بعملية السلام وعمل على الترويج لها بكل قناعة ،ولكن بعد مضي 18 عاما اضاعت فيها الحكومات الاسرائيلية فرص انهاء الصراع واقامة السلام لم يعد مؤمنا باي حديث اسرائيلي عن السلام ،مطالبا مكونات المجتمع الاسرائيلي بالعمل الجاد على تغيير سياسة الحكم والعمل على تغليب السلام وذلك لمصلحة الشعبين ووقف مسلسل التهويد ومصادرة الاراضي التي ستقود الى تعزيز العنف والصراع الى اجيال قادمة .
وابدت " روبي" وهي ام اسرائيلية فقدت ابنها اثناء المواجهات الاسرائيلية الفلسطينية ، اعجابها بفكرة وجود مركز ومتحف للاسرى والذي من خلاله سيتم التذكير بمعاناة الاسرى في السجون ،وقالت انه في اللحظة التي يعمل بها الطرفان على تغليب النهج الانساني والايمان بالعيش المشترك نستطيع القول انه قد انتهى الصراع ،وذكرت انه ومع فقدانها لابنها اصبحت اكثر ايمانا بضرورة وقف نزيف الدم فيما بين الشعبين ،وانها تشاطر كل الامهات الفلسطينيات اللاتي فقدن ابنائهن نفس الالم ،وقالت بانه ينبغي العمل على خلق حالة تساعد على المصالحة وانهاء الصراع وتعميم السلام ، مستفيدين من تجربة جنوب افريقيا في ذلك ،وابدت استعدادها في العمل على الترويج لقضية الاسرى وايصال قضيتهم لدى المجتمع الاسرائيلي ،وشاطرها مازن فرج وهو فلسطيني من مخيم الدهيشة فقد والده اثناء اجتياح عام 2002 نفس الافكار وهو يعمل في نفس المنتدى مع العديد من العائلات الفلسطينية والاسرائيلية .
وفي نهاية الزيارة شكر د.ابو الحاج شكره للقائمين على الزيارة مبديا سعادته لوجود هذه المبادرة من قبل عائلات اسرائيلية واخرى فلسطينية ،معربا عن امله بان تزداد العائلات الاسرائيلية التي تؤمن بفرص السلام وتعمل على تغيير نهج الحكومة الاسرائيلية ،مبديا استعداده التعاون المطلق مع العاملين بالمنتدى .