نشر أستاذ الآثار في المعهد العالي للآثار في جامعة القدس أ.د. صلاح الهودلية بحثًا مشتركًا مع الدكتور العميد حسن الجمل/ المدير السابق لإدارة شرطة السياحة والآثار في الضفة الغربية بعنوان “المواقع الأثرية في خضم الحرب: خربة قيلا، فلسطين، دراسة حالة”،

Archaeological sites in the Midst of war: Khirbet Keila, Palestine, a case study”“، في مجلة “Journal of Field Archaeology” ، الصادرة عن دار النشر العالمية “Routledge: Taylor & Francis Group”، والمصنفة ضمن أفضل 15 مجلة عالمية في تخصص الآثار.

واستهدف البحث أحد أهم المواقع الأثرية في محافظة الخليل، والذي كان بمثابة “دولة – مدينة” ذات حضور سياسي محلي وإقليمي، وقد ورد اسمه في مراسلات تل العمارنة بين ملوك الدويلات – المدن الكنعانية وملوك مصر القديمة (الفراعنة) زمن الدولة المصرية الحديثة، والذي استمر السكن فيه حتى الفترة الإسلامية المتأخرة.

وأظهرت الدراسة حجم التحديات غير المسبوقة التي تواجهها المواقع الأثرية في فلسطين، لا سيما في فترة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية، والذي بدأ في أكتوبر 2023. وخلال السنة الأولى لهذا العدوان، فقد تعرضت خربة قيلا، شأنها شأن مئات المواقع الأثرية الأخرى في فلسطين للتدمير والنهب والسلب. وقد أدى ذلك إلى هدم العديد من المعالم المعمارية، وتشويه طبقات أثرية من عصور مختلفة، وإلى استخراج عدد كبير من القطع الأثرية لبيعها في السوق السوداء.

واعتبر الباحثان أن دراسة خربة قيلا تعتبر نموذجية لتدمير ونهب المواقع الأثرية في مناطق النزاع المسلح على المستوى العالمي، وطالبا من خلالها المجتمع الدولي وكل المؤسسات الدولية المعنية بالتراث الحضاري بتحمل مسؤوليتهم لحماية مصادر التراث الحضاري الفلسطيني، والذي هو جزء أصيل من التراث الإنساني.

من جانبه، أوضح أ.د. الهودلية أن فكرة كتابة هذا البحث والأبحاث التي تم نشرها سابقًا بالشراكة بين جامعة القدس ومديرية الشرطة الفلسطينية/ إدارة شرطة السياحة والآثار نابعة من فلسفة الشراكة التي تنتهجها جامعة القدس مع المؤسسات المحلية والعالمية، وتجسيدًا لمذكرة التفاهم الموقعة من إدارة جامعة القدس وإدارة شرطة السياحة والآثار. وذكر أنه منذ توقيع مذكرة التفاهم هذه تم نشر 7 أبحاث مشتركة مع مدير مديرية شرطة السياحة والآثار السابق/ الدكتور العميد حسن الجمل، وعقدت العديد من ورشات العمل التدريبية لضباط شرطة السياحة والآثار، كما أجريت مسوحات أثرية لمئات المواقع الأثرية المنتشرة في الضفة الغربية.