الهيئة الاكاديمية والموظفين

الباحث أ.د. الهودلية ينشر بحثًا مشتركًا حول “التراث والصراع في غزة” صادر عن دار النشر العالمية Springer

عدد المشاهدات: 47

نشر أستاذ الآثار في المعهد العالي للآثار في جامعة القدس أ.د. صلاح الهودلية، بحثًا مشتركًا مع زملائه من جامعة النجاح الوطنية د. لؤي أبو السعود، ومن جامعة الاستقلال الأستاذ أيمن وراسنة بعنوان “التراث والصراع في غزة”، “Heritage and Conflict in Gaza”، في موسوعة “Palgrave Encyclopedia of Cultural Heritage and Conflict”، الصادرة عن دار النشر العالمية Springer.

وطالب الباحثون من خلاله المجتمع الدولي وكل المؤسسات الدولية المعنية بالتراث الحضاري بتحمل مسؤوليتهم لحماية مصادر التراث الحضاري الفلسطيني، والذي هو جزء أصيل من التراث الإنساني.

وأوضح الباحث الرئيس أ.د. صلاح الهودلية أنه يوجد في قطاع غزة 354 موقعًا أثريًا ومعلمًا تاريخيًا، وقد تبين بأن أكثر من 60% منها قد تعرض خلال العدوان الحالي للتدمير الجزئي أو الكلي، مثل: تل السكن، وتل العجول، وتل أم عامر، والأنثيدون، ومقبرة جباليا التاريخية، والكنيسة البيزنطية في جباليا، وكنيسة بورفيريوس، والجامع العمري الكبير في مدينة غزة، وجامع كاتب ولاية، والمدرسة الكمالية، وقصر الباشا، ودار السقا، والأرشيف العثماني، وقلعة برقوق، وغيرها. وقد تعدت آلة الدمار لقتل عددًا من العاملين في حقل الآثار والتراث الحضاري، مما يشكل تحديًا حقيقيًا لمستقبل آثار قطاع غزة.

وبين أ.د. الهودلية بأن قطاع غزة له خصوصية في بوتقة الوطن الأم، فمن حيث مساحته الكليّة كان حتى عام 1931م حوالي 1200 كيلو مترًا مربعًا، وقد تقلصت هذه المساحة عام 1945م لتصل إلى 1111 كيلو مترًا مربعًا بسبب “الإصلاح الإداري” خلال فترة الانتداب البريطاني، وتقلصت للمرة الثانية عام النكبة (1948) بشكل دراماتيكي لتصل إلى حوالي 555 كيلو مترًا مربعًا، ثم تقلصت مرة أخرى إلى 365 كيلومترًا مربعًا في عام 1950 نتيجة “لاتفاقية العوجا/ التعايش” بين مصر وإسرائيل الموقعة في 26 فبراير 1950. وبهذا فإن مساحة قطاع غزة قبل العدوان الإسرائيلي الحالي كانت تُشكل 1,33% من مساحة فلسطين الانتدابية (خلال فترة الانتداب البريطاني).

وأشار إلى أن الموقع الجغرافي لقطاع غزة لعب دورًا في استقطاب الإنسان بثقافاته وحضاراته المختلفة للاستقرار فيه منذ أواخر العصور الحجرية وحتى اللحظة دون انقطاع. وقد أسس فيه مُدنًا، وموانئًا، وقرى، وخانات تجارية، وقلاع، وصروحًا معمارية؛ ويمتاز عدد منها بقيم عالمية استثنائية أهلتها للتسجيل على قائمة التراث العالمي. وغزة دومًا لها عنفوان.

واستحضر أ.د. الهودلية واقعة عمرها أكثر من 2300 عامًا حينما استسلمت المدن الشامية كلها أمام الإسكندر المقدوني، وبقيت غزة مقاومة رافضةً الاستسلام حتى تمكن من السيطرة عليها وعاقب حاكمها وسكانها.

وأوضح أ.د. الهودلية بأن فكرة كتابة البحث جاءت بعد أن تلقى رسالة في البدايات الأولى للحرب على قطاع غزة من المحررة الأولى للموسوعة تطلب منه إمكانية تسليط الضوء على التراث الحضاري في قطاع غزة وما يتعرض له من أهوال التدمير والطمس، وإيمانًا من الباحث الهودلية بضرورة تعزيز التراث الفلسطيني ووجوده، باشر العمل عليه بالشراكة مع زملائه من جامعات أخرى تعزيزًا للشراكة البحثية محليًا وعالميًا.

ويذكر أن موسوعة ” Palgrave Encyclopedia of Cultural Heritage and Conflict”، هي موسوعة أكاديمية مرموقة تهتم بتوثيق وتحليل العلاقة بين التراث الثقافي والصراعات. وهي تستعرض تأثير الصراعات (سواء كانت عسكرية، سياسية، اجتماعية أو ثقافية) على التراث الثقافي، وكيفية تأثير الحروب والأزمات على المواقع التراثية، المعالم التاريخية، والأنماط الثقافية.

شارك المقال عبر:

جامعة القدس تستضيف دورة تدريبية في كرة الطائرة لمعلمي ومعلمات تربية القدس

آخر الأخبار

ربما يعجبك أيضا

Al-Quds University