نظم مكتب رئيس جامعة القدس للشؤون الأكاديمية ورشة لأعضاء مجلس الجامعة حول التعليم الإلكتروني: آفاق واستراتيجيات، تحت رعاية رئيسها أ.د. عماد أبو كشك، لقراءة تجربة التعلّم عن بعد وسبل البناء عليها، إلى جانب تناول استراتيجية التعليم الإلكتروني الذي فرضته جائحة كورونا كوسيلة أساسية للتعليم، مناقشًا آلية استكمال العمل بالنظام بعد العودة إلى التعليم الوجاهي توظيفًا للتقنية.
وأكد رئيس الجامعة أ.د. عماد أبو كشك لدى افتتاحه الورشة أن الجامعة أدمجت التعليم الإلكتروني ضمن نظامها منذ عام 2004 عبر تطبيق E-class، ليكون منصة للتفاعل والنقاش بين الطلبة وأساتذتهم، مشيرًا إلى أن الجامعة تعد أولى الجامعات الفلسطينية التي تعاقدت مع منصة زووم، إضافة إلى ما أنجزته لجنة الوبائيات التي شكلتها الجامعة مطلع الجائحة في المجال التقني والتوعوي، شاكرًا مجلس الجامعة ومجهودات أفرادها في العمل معًا من أجل تجاوز الأزمة والخروج بالتجربة المثلى.
وأضاف أ.د. أبو كشك أن الجامعة تمكنت عبر نظام التعلّم عن بعد حفظ 20 تيرا من المحاضرات الأكاديمية، لتصبح أرشيفًا معرفيًا يعود له الطلبة ويجري من خلاله تقييم الأداء الأكاديمي للجامعة عمومًا، موضحًا أن تقنيات التعلم مكنت المؤسسات الأكاديمية من استخدام أدوات دقيقة لقياس الجودة ومعاييرها، مما سهل رفع كفاءة التعليم في الجامعة التي مهدت لها البنية التكنولوجية المتينة فيها، والسعي لإنشاء العلاقات مع الشركات والخبراء والجامعات التي أحرزت تفوقًا في المجال حول العالم والاستفادة من تجاربها، من أجل القيام بتغيير جذري في الأكاديميا والدفع نحو المنافسة عالميًا.
وأشار أ.د. أبو كشك لأهمية توجيه النظر نحو المدينة المقدسة عبر عمل برنامج دراسي للمهتمين حول العالم، أو تطوير برنامج الدراسات المقدسية ليصبح مؤهلًا للعمل به عن بعد، وذلك لتوعية العالم الإسلامي بكل ما هو متعلق بالمدينة، وذلك انطلاقًا من مسؤولية الجامعة تجاه المدينة وعملها لتوظيف أحدث التقنيات بما يخدم وجودها وهويتها.
بدوره، تطرق نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية في الجلسة الأولى لتجربة التعليم الإلكتروني في الجائحة بشكل مفصّل، متحدثًا عن مفهوم التعلم الإلكتروني وأنواعه، ومستقبل التعليم العالي في العالم الرقمي، والموارد والمهارات اللازمة لتطوير تقنيات التعلم، ذاكرًا مزاياه وسلبياته وتحدياته، كما وجه شكره للجهود التي بذلتها طواقم الجامعة منذ بداية الجائحة وما أبدته من استعدادية للعمل.
وذهبت الورشة في جلستها الثانية للحديث عن استراتيجية التعليم الإلكتروني في مداخلة لنائب رئيس الجامعة للتخطيط والتطوير د. حنا عبد النور، في خطة عمل تضمنت سلسلة مقترحات تطويرية توظف تقنيات التعليم في العمل مع الطلبة وتسهيل ظروف دراستهم وعملهم.
كما تحدث تاليًا مدير وحدة ضمان الجودة أ.د. عامر مرعي حول معايير الجودة وقياس مخرجات التعليم الإلكتروني، وختامًا د. أيمن خليفة نيابةً عن مديرة مركز التعليم والتعلم د. رنا السرخي في عرض لخطة تطوير قدرات الأساتذة في التعليم، وآلية توظيف الأدوات التقنية في تحقيق الفائدة وتطوير مهارات الأساتذة من أجل أفضل النتائج.
وتأتي هذه الورشة كمقيم لتجربة التعلّم الإلكتروني الذي كانت جامعة القدس أولى الجامعات السباقة له، كما عملت الجامعة في بداية الجائحة على تشكيل لجنة للوبائيات لتشمل إيجاد الحلول التقنية لتحسين تجربة التعلم الإلكتروني، والتوعية في فيروس كوفيد19، وتوجيه المجهودات العلمية وتوظيفها في دراسة الوضع الوبائي عامة، وذلك ضمن مسؤولية الجامعة الاجتماعية والعلمية تجاه المجتمع.