بالشراكة مع جامعة القدس
المؤتمر الطبي الفلسطيني الروماني السابع يستخلص أهم دروس تجربة كورونا
عقدت جامعة القدس بالشراكة مع الاتحاد العام للأطباء والصيادلة الفلسطينيين في رومانيا المؤتمر الطبي الفلسطيني الروماني في نسخته السابعة بعنوان "Pathologies from different specialties during the COVID-19 Pandemic" عبر منصة زووم على مدار يومين متتاليين، بحضور ومشاركة نخبة من الأطباء الفلسطينيين والرومانيين بالتعاون مع السفارة الفلسطينية في رومانيا، وجامعة فاسيلي غولديس الغربية، ومستشفى رامنكول سارات وجامعة غزة.
وتناول المؤتمر الدروس المستقاة في الحقول الطبية المختلفة عبر تداول تجارب الخبراء المتخصصين، فاستعرضت أستاذة أمراض الدم في جامعة القدس د. رانية أبو سير التجربة الوبائية في فلسطين والتوزيع السكاني والحالات في البلاد، والإجراءات الوقائية والاحترازية لوزارة الصحة للحد من تفشي الوباء، فيما تحدثت عميد البحث العلمي د. إلهام الخطيب عن المعضلات التي واجهت الصحة الفموية في الجائحة نتيجة تهميشها عالميًا وإغلاق عيادات الأسنان منذ بداية الجائحة، مما أدى إلى زيادة العبء على المستشفيات وازدحامها، ونجم عن هذا الإهمال زيادة وصفات المضادات الحيوية، موضحة أن الأخيرة تعد ظاهرة عالمية من المتوقع أن تكون مشكلتنا التالية لكورونا.
كما تطرقت الأستاذة في علم الأمراض والأنسجة في الجامعة د. أريج الخطيب بدورها إلى اختبارات فيروس كورونا، لتشير إلى ضرورة السماح بأنواع مختلفة من الفحوصات، إذ أشارت إلى أن وزارة الصحة سمحت حديثًا للمختبرات المرخصة بإجراء بنوع جديد منها، داعية إلى إعطاء الفرصة للأنواع الأخرى كوننا نملك القدرة على استخدامها.
وعرض الاستاذ في كلية المهن الصحية د. ماهر خضور خلاصة بحثه حول قضية المخدرات والمشكلات المتعلقة بها في مرافق الرعاية الأولية، فيما ذهبت المحاضرة في كلية طب الأسنان د. دانيا الخطيب في بحثها إلى تأثير بروتين الفيمنتين المستحث خارج الرحم والخلايا السرطانية، أما المحاضرة في كلية الصيدلة د.رانيا غنيم ووليد صويلح فكان بحثهما حول سرطان الدم الليمفاوي الحاد وعلم الأحياء الدقيقة.
وطرحت عروض الباحثين كذلك المفاهيم الخاطئة المتداولة بين الناس حول كوفيد-19 وحقائقها في المقابل، والفروقات بين اللقاحات التي يجري تحضيرها للاستخدام، وبروتوكولات التعقيم، وأخرى جاءت حول التعامل مع مرضى السكري في الجائحة، والحمل والولادة لتفادي نقل العدوى للجنين، بالإضافة إلى التجربة الرومانية في الاستعداد للأزمات والدروس المستفادة مستقبلاً من وجهة نظر رومانيا وأوروبا عامة.
وعبر النائب التنفيذي لرئيس جامعة القدس أ.د. حسن دويك ممثلا عن أ.د.عماد أبو كشك عن أهمية هذا العمل باعتباره خطوة هامة تدرس كوفيد-19، الأمر الذي يؤكد أهمية البحث العلمي والأعمال البحثية التي ستضع حدًا للجائحة خلال قرابة 12 شهرًا فقط، حيث تدعم جامعة القدس دومًا الأطباء الفلسطينيين وتشجع أبحاثهم، كما تسعى لإيجاد الحلول والعمل عليها في مختلف الأزمات، شاكرًا السفارة الفلسطينية واتحاد الأطباء والجامعات والمستشفيات المشاركة عامة.
وقالت رئيس المؤتمر ممثلة عن فلسطين ونائب رئيس الجامعة لشؤون القدس د. صفاء ناصر الدين "أشدد على أهمية هذا التعاون مع الأطباء الفلسطينيين خارج فلسطين وضرورة الاستفادة من خبراتهم ونجاحاتهم التي نفخر بها دومًا، فمثل هذه المؤتمرات تعرفنا على مزيد من الكفاءات الفلسطينية الموجودة خارج البلاد، وهي تخدمها بتمثيلها لها في مختلف دول العالم، مما يسهل التعاون معها في ظل جائحة كورونا من خلال استقراء تجاربها والعمل بها، كما وقدم باحثو جامعة القدس ثلة من أفضل الأبحاث وأكثرها تميزًا جاء بعضها في فيروس كوفيد-19".
ورحب السفير الفلسطيني لدى رومانيا فؤاد كوكالي من جانبه بجامعة القدس وغزة وفاسيلي غولديس الغربية والقائمين على المؤتمر، وأكد أن الفعالية تعبر عن العرفان والامتنان وروح الاندماج لدى الفلسطينيين في رومانيا، ووفق العلاقة بين الشعبين، فالشعب الفلسطيني رغم معاناته إلا انه لم يزل جزءًا من الأسرة العالمية والإنسانية، ويحاول أن يقدم ما يستطيع في خدمتها، مهنئًا الشعب الروماني بمناسبة قرب عيد الاستقلال الوطني.
من جهته، قال وكيل وزارة الداخلية وسكرتير الدولة لقطاع الصحة في جمهورية رومانيا رائد عرفات "كان لدينا الشرف العظيم عندما شارك خريجونا من الجامعات الرومانية في الحالات الطارئة، وقد مر زمن طويل على التعاون بين الدولتين ليدل بذلك على العلاقة الوثيقة التي تجمعنا، وإن في وجود الجامعات والمستشفيات دلالة على أهمية هذا المؤتمر ومخرجاته، نتمنى أن يزول هذا الوضع المؤقت ونعود لإقامة المؤتمر السنوي وجاهيًا كما اعتدنا".
وأشار رئيس اتحاد الأطباء والصيادلة الفلسطينيين في رومانيا ناهض سابا إلى أهمية المؤتمر الذي يعبر عن الحاجات الطبية الملحّة في عصر الوباء، وضرورة العمل والتكاتف معًا من أجل إزالة هذا الوباء، موجهًا شكره لكل من ساهم في إنجاح المؤتمر بين جامعة القدس والجامعات الأخرى المشاركة، واتحاد الأطباء وقطاع الصحة عمومًا.
ونوهت مدير ورئيس جامعة جامعة فاسيلي غولديس الغربية كوروليا كوتورسي إلى أن الوضع الوبائي لا يمنعنا من البحث ومشاركة نتائجنا معًا، مضيفة "لقد بدأ تعاوننا منذ 2017 ليشمل جامعات رومانيا وفلسطين، فنحن نتشرف ونفرح بالمشاركة في مؤتمر تحت إشراف السلطة الفلسطينية التي تخرج كثير من أفرادها في الجامعات الرومانية".
وشكرت مدير مستشفى رامنكول سارات د.فاسيليا فاليشيا على هذا العمل ذي الجو العلمي عالي المستوى، الذي يتيح للباحثين عرض أفكارهم والتواصل بينهم رغم الأزمة، فالمؤتمر يقدم عنوانًا كبيرًا أمام هذه الجائحة ويحتوي على عناوين حساسة وهامة، ويقدم معلومات ذات جودة عالية أنجحت أهدافه.
وتساهم جامعة القدس في دعم البحث العلمي عبر تحفيز باحثيها وتطوير قدراتهم العلمية والمعرفية، كما تعمل على إثراء القدرات البحثية لطلبتها عبر النوادي البحثية العلمية في كلياتها المختلفة، وتعزيز البحث والإبداع في المساقات المنهجية وخارجها لإنشاء بيئة بحث خصبة، وتشجيع مخرجاتهم ودعمها على الدوام.