الهيئة الاكاديمية والموظفين

جامعة القدس تعقد مؤتمر القدس الدولي الثاني بعنوان “القدس والمستقبل” في حرمها في المدينة المقدسة

عدد المشاهدات: 160

القدس | تحت رعاية أ.د. عماد أبوكشك عقدت جامعة القدس في حرمها في المدينة المقدسة مؤتمر القدس الدولي الثاني بعنوان: "القدس والمستقبل"، وذلك بحضور شخصيات دبلوماسية وسياسة ومجتمعية ودينية، ومؤسسات أهلية مقدسية ودولية.

تأتي فعاليات هذا المؤتمر ضمن التنظيم السنوي لجامعة القدس في عقده للعام الثاني والذي يشكل عمقا أكاديميا وعلميا وسياسيا.

افتتح المؤتمر أ. أرنان بشير مدير عام مركز دراسات القدس مرحبا بالضيوف، ومشددا على  الدور الاكاديمي التي تقوم عليه جامعة القدس، وعلى وجود مركز دراسات القدس في قلب البلدة القديمة وداخل اسوارها، لتثبيت الرواية الفلسطينية، وتأكيد للهوية العربية الفلسطينية للمدينة القدسة.

وتحدثت نائب رئيس جامعة القدس لشؤون القدس د. صفاء ناصر الدين، حول السياسة التي اتبعتها جامعة القدس واستراتيجية العمل في مدينة القدس، ومن أجل القدس وقضايا المقدسيين، وفق خطط مدروسة بدقّة وإحكام.

واضافت د. ناصر الدين، لم تألُ جامعة القدس جهدًا في تطوير البرامج الأكاديمية لخدمة مجتمع القدس، فقد تم مؤخرًا إنشاء حاضنة للمشروعات الريادية والإبداعية، ومقرها قصر الحمراء في القدس، وذلك لتشجيع المبادرات الاقتصادية، وتدريب المبادرين على إعداد المشروعات ودراسات الجدوى.

ادار الجلسة الاولى د. عمر يوسف، والتي تركزت في مضامينها على ثلاث مواضيع اساسية، وهي احتلال الحواس: "الاصطناعية" و"جمالية" إرهاب الدولة لدكتورة نادرة شلهوب والتي استعرضت خلالها اساليب الاستعمار والسلب والتجريد الاستعماري من خلال أشكال مختلفة من العنف.

وفي الورقة الثانية تحدث د. هاني نور الدين عن التاريخ الحضاري لمدينة القدس في العصور القديمة، موضحا خلالها ان الابحاث الاثراية والتي انعكست على المعطيات التاريخّية لمدة تطول عن مئة وخمسون عامًا لا زالت الخلافات حول تاريخية مدينة القدس من حيث المضمون الزماني، المكاني والسكاني بين اوساط الاثاريين والمؤرخين هي الحديث الشاغل حتى الآن.

وفي الورقة الثالثة اسهب د. نظمي الجعبة بالحديث عن اليونسكو والقدس وقال: "لم تغب القدس منذ تسجيلها على لائحة التراث العالمي وبعدها على لائحة التراث العالمي المهدد من نقاشات وقرارات اليونيسكو بأذرعها المختلفة، وصدر بخصوص المدينة عدد لا يحصى من القرارات الجيدة والمتقدمة، ِوشكلت اللجان المختلفة لمتابعة أوضاعها وخصص موفد لكتابة تقارير سنوية حول التراث الثقافي المهدد في القدس والسؤال الذي يطرح نفسه، هو ما أثر اليونيسكو في القدس؟ وهل هناك توافق بين القرارات التي تتخذها اليونسكو والبرامج العلمية لحماية التراث الثقافي في المدينة، وهل أثر انضمام فلسطين كعضو كامل في اليونيسكو على عملها؟"

ادار الجلسة الثانية  د. هاني نور الدين، وتخللها العديد من المواضيع التي تحدثت خلالها في الورقة الاولى أ. تمارا التميمي عن هدم المنازل في القدس الشرقية: آفاق للمساءلة حيث قامت وما تزال قوات الاحتلال الاسرائيلي بتوظيف عدد من الممارسات بهدف التهجير القصري للفلسطينيين من القدس منذ العام 1967، فيمثل هدم المنازل إحدى هذه الممارسات والذي من الممكن أن يتم اعتباره جريمة حرب في إطار القانون الدولي الجنائي. لقد انضمت دولة فلسطين إلى نظام روما الخاص بالمحكمة الجنائية الدولية في 1 كانون ثاني 2015، إلا أنها قامت بمنح المحكمة تخصص زماني إضافي يمتد من 13 حزيران 2014.

وفي الورقة الثانية ناقش أ. خليل التفكجي عن الصراع الديموغرافي في مدينة القدس والتي اعتبرت مدينة القدس بالفكر الصهيوني، مركز إجماع  وطني لكل اليهود في العالم، ولقد اخُذت هذه النظرية بعداً جغرافياً وديموغرافياً في هذا الصراع. وعلى هذا الأساس وضعت النظريات والاستراتجيات ضمن قوانين ودراسات لدعم هذا التوجه. ففي الادبيات الصهيونية نلحظ بان القدس كانت ذات اغلبية يهودية مُنذ مطلع القرن السادس عشر وجاءت الابحاث والقرارات الحكومية لدعم هذا التوجه الذي أثمر عن دراسات أصبحت مراجع لكل المهتمين بشأن المدينة.

وفي الورقة الرابعة تطرق د. منير نسيبة للحديث عن التقييد حق إقامة المقدسيين في مدينتهم وتطور المبررات وجاء فيها:"منذ احتلال شرقي القدس في عام 1967، اعتبرت دولة الاحتلال سكان القدس الفلسطينيين أجانب مقيمين في إسرائيل وعلى مدى السنين، استحدثت دولة الاحتلال طرقاً لإلغاء وضعية الإقامة آلاف منهم، كان أولها السفر إلى خارج البلاد لفترات محددة، ومرت بمعيار "مركز الحياة" حيث تم إلغاء إقامة كل من اثبتت سلطات الاحتلال أنه لا يسكن في المناطق التي تعتبرها إسرائيل جزءاً من سيادتها، بما في ذلك الضفة الغربية وقطاع غزة. وأخيراً، استحدثت إسرائيل تبريراً جديداً لإلغاء الإقامة وهو معيار عدم الولاء لدولة إسرائيل".

وفي الورقة الاخيرة تحدث أ. د. راسم خمايسي عن واقع وتحديات التخطيط الحضري الفلسطيني في القدس  وتلخصت ورقته في الكشف وتحليل الايديولوجية التخطيطية الاسرائيلية، سياساتها وادواتها المستخدمة تجاه الفلسطينين المقدسيين لاحاطتهم، تقطيع وشرذمة احيائهم والتغلغل الاستيطاني في القدس الشرقية كما تتناول الورقه كيفية استخدام التخطيط لاتهام الفلسطينيين ووضعم بين المطرقه والسندان واعاقة توفير احتياجاتهم التنموية كما ان الورقة ستطرح بشكل نقدي العلاقة بين التخطيط الحضري واشكاليات ملكية الاراضي وتضع الورقة توصيات لمواجة السياسات التخطيطية وتمكين التنمية الفلسطينية والتي تعتمد التخطيط المقاوم المتحدي.

ادار الجلسة الثالثة د. منير نسيبة حيث كانت الورقة الاولى بعنوان الوثائق الفلسطينية والأردنية الموجودة في "أرشيف الدولة"، ألقاها أ. داود الغول، وتخللها عرض لعدد من الأراشيف التي تحتفظ بالوثائق التاريخية الفلسطينية، والكثير منها بقي لسنوات طويلة دون أن يأخذ حقه من الدراسة والبحث، وأحد أهمها الأرشيف المعروف باسم "أرشيف الدّولة" وهو الأرشيف الرسمي "لدولة إسرائيل"، تأسس عام 1949، مهمّته تجميع وتوثيق وحفظ جميع المواد الأرشيفية الخاصة بمؤسسات الدولة، وكذلك التقصّي والعثور على مواد أرشيفية خاصة وعامة، ومتابعة عمل أرشيفات أخرى مختلفة، يحتوي الأرشيف على حوالي 400،000،000 صفحة من الوثائق، وحوالي نصف مليون صورة، والآلاف من التسجيلات الصوتية والمرئية، يتم العمل في السنوات الأخيرة على نسخها الكترونياً ونشرها على الموقع الإلكتروني للأرشيف، وتم نشر 22% فقط من الوثائق في الموقع الالكتروني حتى كتابة هذه الاسطر.

أما الورقة الثانية أتت في سبيل بلورة خطة سياحية خماسية لاحياء وتنشيط السياحة في القدس استعرضها د. يوسف نتشة و أ. رائد سعادة وجاء فيها الاطلاع على ابرز ما تواجهه الاوضاع السياحية في القدس وعدة اخطار لعل من ابرزها ما يواجه المدينة من حصار مفروض عليها  قهرا، يسعى الى فصلها عن الجسم الفلسطيني، وحرمان أهلها ومؤسساتها وفنادقها ومطاعمها ومرافقها المتنوعة من التمتع  بالنشاط المحلي والوافد، لتنشيط الأسواق المحلية من ناحية وربط المواطن والزائر بالمؤسسات التراثية والثقافية من ناحية اخرى.

وتسعى الورقة الى بلورة خطة للنهوض السياحي في مدينة القدس لعدة سنوات قادمة تتشكل من عدة اقتراحات مركبة يذكر ويعتمد فيها على مجموعة من آليات للتدخل والدعم مع توضيح الاهداف الاساسية والاشارة الى الشركاء المحتملين للعمل  والتعاون معهم، اضافة الى ذكر حزمة من البرامج والنشاطات الثقافية والاجتماعية وبيان ما يمكن ان ينتج منها من انجازات مادية ملموسة ومن علاقات ومشاركات مع تقديم ميزانيات تقريبة في سبيل اسعادة مركزية السياحة والثقافة في مدينة القدس، وتعزيز الهوية والرواية المقدسية العربية الاسلامية، وترويج القدس كمقصد سياحي مباشر بحد ذاته وليس كمحلق في برنامج سياحي تكون فيه القدس مدينة عبور ومحطة انتقال.

وفي الورقة الاخيرة من المؤتمر تحدث أ. منتصر ادكيدك عن الشباب المقدسي الصامد رغم المحتل، بصفته المتابع للأحداث اليومية التي تدور في مدينة القدس خاصة منذ شهر رمضان الماضي "صيف العام 2014"، يكون واضحا لديه بأن الشباب المقدسي قد عبر مرحلة جديدة من تاريخه النضالي في المدينة المقدسة وخاصة داخل جدار الفصل العنصري الذي يحاصر مدينتهم ويحول بين تواصلها واندماجها مع المجتمع الفلسطيني. ففي هذه الفترة خلع الشباب المقدسي عباءة الخوف والركوع للمحتل وبدأ يبحث عن ذاته وتحقيق أحلامه وطموحة من خلال المقاومة الحرة والعودة للعلم والمعرفة ورفض الخضوع للخدمة داخل المطاعم والمستشفيات وسوق الخدمات الإسرائيلي، بل انطلق الشباب المقدسي نحو المشاريع الصغيرة والاعمال الحرة والابداع الذاتي، وبشكل خاص بعد ان فقد الثقة الكاملة بالقيادات السياسية والمرجعيات الرسمية في المدينة وأعلن بأنه يبحث عن التحرر بطريقته واسلوبه بالمقاومة الفكرية والأكاديمية والميدانية المترابطة بشعار الوحدة الوطنية.

هذا وقد اجمع الحضور بالمؤتمر على عدة توصيات ستأخذ حيز التنفيذ مع عدة جهات من خلال ادارة مركز دراسات القدس وجامعة القدس واهمها، هو انشاء مشروع سياحي واقتصادي يخدم المدينة المقدسة، وفي مناسبة شهر رمضان المبارك اقترح الحضور عمل باب للدخول وباب للخروج للمصلين في شهر رمضان، والعمل على رفع المستوى الثقافي لدى ابناء الشباب المقدسي، وتوفير معلومات للمواطن الفلسطيني عن القدس ، ايضا عمل كتيبات للمصلين بيوم الجمعة تحتوي على معلومات مختلفة حول القدس،  وايضا على الدور الحكومي مثل محافظة القدس عليها ان تتبنى تنظيم المناطق البوليجون وتنظيم الاراضي وتحويل الامر القانوني للعيادة القانونية في مركز العمل المجتمعي لبحث المشاريع من نواحي قانونية والعمل على ايجاد حلول للمشاكل.

بالاضافة الى اجماع الحضور على ضرورة دعم وتمكين المرآة المقدسية والنهوض بالدور النسوي المقدسي، واعطاء الفرص للشباب ودعم المؤسسات الشبابية لعمل برامج قوية، وايضا الى ضرورة تنظيم ورشات عمل للعصف الذهني كل شهر وتجميع المهتمين من جميع الفئات وخلق حوار بين مختلف الاطياف.

شارك المقال عبر:

اصدار مسرحية “شعوب الله المختارة” للمحاضر في جامعة القدس د. أحمد رفيق عوض
جامعة القدس ومؤسسة “ريتش إيديوكيشن فند” توقعان اتفاقية منح دراسية لطلبة الجامعة

آخر الأخبار

ربما يعجبك أيضا

Al-Quds University