القدس | استضافت جامعة القدس، بالتعاون مع جامعة ستانفورد، مؤتمر "النساء في علوم البيانات" حيث يشكل المؤتمر فرصة للحصول على آخر المستجدات في علم البيانات في مجالات متعددة، والإطلاع على الطريقة الناجحة التي تستخدمها الشركات الرائدة في علوم البيانات، والتواصل مع المختصين بهذا المجال.
وافتتح المؤتمر رئيس الجامعة أ.د. عماد ابو كشك، والذي أكد على أن جامعة القدس عملت على خلق وتطوير برامج لدعم المرأة الفلسطينية، حيث انضمت جامعة القدس الى الشبكة المختصة في علوم البيانات، بعد عام من العمل الدؤوب مع جامعة ستانفورد، وهي اليوم من احدى الدول والتي بلغ عددها ثلاث وخمسون دولة تقيم هذا المؤتمر في ذات الفترة، مشيرا الى ان اعلان المؤتمر في المواقع الرسمية العالمية انه في (مدينة القدس/ فلسطين) جاء بعد اصرار الجامعة والقائمين على المؤتمر على ذلك من اجل تعزيز مكانة القدس في العالم.
وأضاف أ.د. أبو كشك، "الجامعة انشأت حاضنة للاعمال في مدينة القدس، وستركز على المرأة وتمكين العائلة المقدسية من خلال خلق فرص عمل وخاصة في مجال تكنولوجيا المعلومات وغيرها من التخصصات المختلفة"، مشيراً إلى ان الجامعة تسعى لتخريج كفاءات من كلا الجنسين، تتمتع بمعرفة نظرية وعملية وبحثية في مجال البيانات والتكنولوجيا، وتلبية احتياجات السوق المحلية، والمساهمة في زيادة نسبة توظيف خريجي هذه التخصصات التكنولوجية في مجال عملهم.
وقالت نائب الرئيس لشؤون القدس د. صفاء ناصر الدين ان هذا العلم يرتكز على أساليب التحليل التي تعتمد على خوارزميات التعلم الآلي وأساليب التنقيب في البيانات مع اتباع المنهج العلمي واستعمال علم الإحصاء.
وأكدت د. ناصر الدين على ان المرأة العربية والفلسطينية بشكل خاص لها ابداعات وانتاجات رغم قلة الامكانيات تصدرت المراكز الاولى المحلية والعالمية في الكثير من المجالات الحياتية المختلفة، مشيرة إلى ان كل امرأة تستطيع اثبات موقعها وقدرتها الانتاجية والابداعية وتأثيرها على المستوى المجتمعي، حيث من الاهمية البحث عن بيئة داعمة تماشيا مع مشاعرها الصادقة في تحقيق اهدافها، موضحة كذلك المهارات التي يجب ان يكتسبها من يريد العمل في مجال علوم البيانات.
وتناولت الجلسة الاولى والتي ادارتها عميدة البحث العلمي في جامعة القدس د. الهام الخطيب، موضوع استخدام البيانات في القطاع الصحي، حيث تحدثت فيها السيدة داليا جرادات مديرة مختبر مستشفى مسلم وامية ابو شنب من وزارة الصحة، عن اهمية استخدام البيات في الطب والصحة وخاصة في مجال العلاج، والتي تساهم في تحسين جودة وفعالية خدمة الرعاية الصحية للمواطنين.
اما الجلسة الثانية والتي ادارتها د. صفاء ناصر الدين حملت عنوان استخدام البيانات في التكنولوجيا، حيث تحدثت فيها السيدة صفاء دويك من بلدية رام الله عن اهمية تجميع البيانات ومعالجتها من اجل استخلاص المعلومات المفيدة لاخذ قرارات وسياسات، مستشهدة في ذلك ببلدية رام الله والتي يتم العمل على تحويلها الى بلدية ذكية.
وتحدثت ايضا السيدة سهاد شريتح من شركة الحسابات PWC حول ان التكنولوجيا تساهم في تطوير استخدامات علم البيانات، حيث انتجت الحلول المتعددة والفعالة لبناء بنوك المعلومات، ووفرت السعات اللازمة لاستيعاب الأحجام الهائلة من سجلات وحقول المعلومات كالمجال الصحي، ومكنت من اختزال الوقت والجهد وزيادة الدقة في عمليات البحث والتنقيب في قواعد البيانات، وعززت القدرة على الربط بين المعلومات ودراسة الظواهر التي تمثلها للوصول إلى الحقائق والاستنتاجات.
وفي الجلسة الختامية التي ادارتها د. عروبة البرغوثي من كلية الادارة والاقتصاد في الجامعة والتي حملت عنوان استخدام البيانات في قطاع الاعمال وتحدثت فيها السيدة عبير موسى من شركة اكسبرت لانظمة المعلومات والسيدة امبرر العملة من صندوق ابتكار، عن الوسائل التي تساعد في تحويل البيانات الى فرص استثمارية من خلال اتباع افضل الطرق في جمعها وتحليلها وكيفية الاستفادة منها وذلك في ظل الزيادة المتسارعة في حجم تدفق البيانات.
كما بحثت الجلسة مشكلات الرياديين للاستفادة من كمية البيانات المتوفرة لديهم في مختلف التطبيقات من أجل تطوير منتجهم ونجاح افكارهم الريادية، وأنه يمكن لقطاع الأعمال الاستفادة من هذه البيانات من خلال وضع الخطط التسويقية ومعرفة مستوى الرضى وسط المستهلكين.
وحضر المؤتمر مجموعة من المشاركين والمختصين من داخل وخارج الجامعة بالاضافة الى اساتذة وطلبة الجامعة، حيث انتهت كل جلسة بفتح حلقة للنقاش، شارك فيها الحضور باثراء المعلومات وتقديم افكار جديدة تساهم في تدعيم استخدام البيات في القطاعات المختلفة.
يذكر ان علم البيانات هو استخراج المعرفة من كميات كبيرة من البيانات كانت منظمة أو غير منظمة، ويعتبر تمديدا لمجال تنقيب البيانات والتحليلات التنبؤية حيث يدخل في نطاق "البيانات غير المنظمة" أنواع مختلفة من البيانات مثل رسائل البريد الإلكتروني والفيديو والصور ووسائل الإعلام الاجتماعية، وغيرها من المحتويات الإعلامية المنتجة من قبل المستخدمين، وغالبا ما يتطلب علم البيانات فرز كمية كبيرة من المعلومات وكتابة خوارزميات لاستخراج أفكار ورؤى منها تقدم خدمات جديدة في ميادين مختلفة.