نظّم مركز دراسات القدس في جامعة القدس محاضرة عن تاريخ وصيانة مجمّع جامع- كاتدرائية مدينة قرطبة، قدّمها البروفيسور المهندس جبرائيل كابيرو في مقر المركز في خان تنكز في البلدة القديمة في القدس، بالتعاون والشراكة مع القنصلية الإسبانية في المدينة.
وافتتح رئيس جامعة القدس أ.د. عماد أبو كشك اللقاء في كلمة رحب خلالها بالقنصليّة الإسبانيّة الممثّلة بسعادة القنصل الإسبانيّ ألفونسو ماتو والحضور، وأثنى على دور المركز في استضافته وتقديمه لمثل هذه النشاطات الثقافيّة التي تشكّل دورًا مهمًّا في الحفاظ على الموروث الثقافيّ في مدينة القدس.
بدوره، عبر سعادة القنصل ألفونسو عن شكره وامتنانه لهذا الاستضافة المميّزة، حيث أشار إلى العلاقة الوطيدة التي تربط الجامعة بالقنصلية الإسبانيّة، وخاصّة مركز دراسات القدس الممثّل بمديره العام د. يوسف النتشة، مثمّنًا جهود الجامعة في الحفاظ على العلاقات بين البلدين من خلال النشاطات الثقافيّة المختلفة.
ورحّب المدير العام لمركز دراسات القدس د. النتشة بالحضور ولفيف الدبلوماسيين والمثقفين والمهتمين الذين حضروا في رغبة منهم بالتعمّق أكثر في تاريخ الإسلام في قرطبة.
واستهلّ بروفيسور كابيرو المحاضرة بالحديث عن مجمّع جامع – كاتدرائية مدينة قرطبة، موضحًا أهميّة المكان بالنسبة للإسلام والمسلمين، وتحدث عن مراحل بنائه على مدار عقود طويلة، وعن تفاصيل تصاميمه الداخليّة المميزة، حيث تطرق لتفاصيل الأعمدة والأقواس والساحات وغيرها الكثير.
ويعدّ جامع- كاتدرائية قرطبة الواقع في مدينة قرطبة في إسبانيا، إرثًا ذي قيمة عالمية استثنائيّة كما صنفته منظّمة الأمم المتحدة للتربيّة والعلم والثقافة “يونسكو”، وتعود أهميته كونه تحفة معماريّة إسلاميّة ولوحة فنيّة نادرة، بناه أمير قرطبة عبد الرحمن الداخل الأول عام 784م، ثم تمت توسعته في عهد خلفائه على الإمارة، ليظلّ هذا البناء المميّز شاهدًا على عظمة الفن الإسلاميّ، وتحوّل إلى كاتدرائيّة بعد سقوط قرطبة.
جدير بالذكر أن مركز دراسات القدس الكائن في قلب المدينة المقدسّة أحد مراكز جامعة القدس، التي تقدم الجامعة من خلاله مجموعة من الخدمات المجتمعيّة والأكاديميّة والثقافيّة لسكان المدينة على وجه الخصوص، كما أن الجامعة تحافظ من خلاله على عراقة وأصالة تراث المدينة والحفاظ على الموروث الثقافيّ التاريخيّ.