{videobox}1FlbiFtg9Dg{/videobox}
شهد المدخل الرئيسي لجامعة القدس بازارا لحقوق الانسان والذي يعتبر الاول من نوعه، وقام بتنظيمه والاشراف عليه عيادة القدس لحقوق الانسان في جامعة القدس للسنة الثانية على التوالي بمشاركة العديد من منظمات ومراكز حقوق الانسان والجامعات الفلسطينية اضافة الى مراكز الابحاث والدراسات وقد حضر افتتاح البازار الدكتور عماد ابو كشك والذي اعرب عن تقديره لهذه الفكرة والتي تاتي تمشيا مع الرؤية الاستراتيجية لجامعة القدس.
وقال الدكتور منير نسيبه مدير مركز العمل المجتمعي وعيادة القدس لحقوق الانسان ان اهمية هذا البازار انه يساعد مجتمع الجامعة على التواصل مع المؤسسات الحقوقية والدولية وكذلك مساعدة تلك المؤسسات على التواصل مع مجتمع الجامعة ومع المجتمع المحلي الفلسطيني بالاضافة لكونه يساعد الطلبة على الاطلاع على هذه المؤسسات الحقوقية والبحثية بشكل مباشر، والتواصل معها، والتطوع لديها والتعلم من تجربتها.
وعبر الدكتور عمر رحال مدير مركز شمس وهي احدى المؤسسات المشاركة عن اهمية التبادل الثقافي بين المؤسسات الحقوقية وبالاخص مع طلبة الحقوق في جامعة القدس لما لهذه الجامعة من اهمية خاصة كونها ريادية في العمل الحقوقي وفي نوعية المجتمع المحلي وحرصها على استمرار تعزيز التعاون والتلاقي بين المؤسسات ذات الاختصاص.
وفي هذا البازار، وزعت أكثر من 25 مؤسسة حقوقية فلسطينية ودولية مئات الكتب والنشرات والكتيبات والأقراص المدمجة وغيرها من المواد الدعائية والتوعوية والبحثية الحقوقية، حيث استفاد مجتمع جامعة القدس من تواجد جميع هذه المؤسسات في حرم الجامعة. كما أسهم البازار في تواصل المؤسسات الحقوقية مع بعضها البعض وفي تبادل المعلومات والمنشورات والتعاون.
كما شهد البازر عرض فيلم "المطلوبون ال18" للمخرجين عامر الشوملي وبول كوان، حيث غصت القاعة بأكثر من 330 مشاهداً من طلاب وأساتذة الجامعة، بالإضافة إلى عدد من ضيوف الجامعة من ممثلي المؤسسات الحقوقية المحلية والدولية.
وقد استعرض هذا الفلم تجربة بلدة بيت ساحور إبان الانتفاضة الفلسطينية الأولى في الثمانينيات وبدايات التسعينيات حتى توقيع اتفاقية أوسلو، حيث اشترى عدد من أهالي البلدة 18 بقرة وعملوا على توزيع حليبها على أهالي البلدة بهدف السعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي مما يؤمل أن يؤدي إلى الاستقلال والتحرير. يستعرض الفلم هذا النشاط بشكل ساخر وتوثيقي، حيث يساعد المشاهد على إدراك النموذج النضالي الذي قدمه أهالي بيت ساحور وقدرتهم على الصمود أمام تعنت أجهزة الاحتلال الإسرائيلي الأمنية.
وتلى عرض الفيلم نقاشُ فكري أكاديمي شيق حول المقاومة الشعبية، أداره الفيلسوف الفلسطيني المعروف والرئيس السابق لجامعة القدس أ. د. سري نسيبة، حيث حاور كلاً من د. جاد إسحاق، مدير معهد أريج للأبحاث التطبيقية، والأستاذ جميل البرغوثي من هيئة مقاومة الجدار والإستيطان. وفي هذا الحوار، سأل الدكتور سري نسيبة المشاركين في الحوار عما إذا كان هذا النوع من المقاومة ممكناً وضرورياً في أيامنا هذه، فاستعرض كل من المتحدثين ما اعتقدوا أنه فوائد للمقاومة الشعبية، وقدرة الناس والجماهير على التغيير إذا توحدت، وانتقدا الانقسام الفلسطيني الحالي الذي يؤخر الاستقلال والتحرير. وانتقد د. جاد إسحاق اعتماد الشعب الفلسطيني على المساعدات الخارجية، وانخراطه بدفع ملايين الدولارات للاحتلال الإسرائيلي من خلال رسوم طلب التصاريح وغيرها من الرسوم التي يدفعها المواطن الفلسطيني للاحتلال الإسرائيلي. ورأى إسحق أن التحرير يحتاج إلى إعادة النظر بالأهداف والوسائل النضالية الفلسطينية.
أما جميل البرغوثي، فقد رأى بأن الفلسطينيين لا زالوا منهمكين بانقساماتهم الداخلية ونزاعاتهم، وأنهم عزفوا عن المقاومة الشعبية واتجهوا إلى حشد الحشود لخدمة الأحزاب والحركات، ومع ذلك، فإنه رأى أن عدداً من الأحزاب السياسية قد بدأت ترى أهمية المقاومة الشعبية وشرعت تعزز شرعيتها من خلال الظهور في مواقع المقاومة الشعبية مثل قرية النبي صالح أو بلعين أو غيرها من المواقع.
وشدد د. سري نسيبة على أهمية القيام بداراسات استراتيجية لبحث الطرق الممكن أن يتجه إليها الشعب الفلسطيني للتحرر، وأكد أنه لا بد من مواصلة الحوار والتدارس حتى لا نقع بأخطاء الماضي.
وبطبيعة الحال، انتهت هذه الندوة بأسئلة مفتوحة للحضور وربما للشعب الفلسطيني بأسره. فما هو الطريق الذي يجب أن ينتهجه الشعب الفلسطيني حتى يصل إلى التحرير؟ وما معنى التحرير؟ كلها أسئلة قد يجيب عليها التاريخ، وتبقى الجامعة مكاناً لطرح الأسئلة واستفزاز العقول.